٤

قوله تعالى: {ولولا أن كتب اللّه عليهم الجلاء} أي لولا أنه قضى أنه سيجليهم عن دارهم وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم من يؤمن.

{لعذبهم في الدنيا} أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة. والجلاء مفارقة الوطن يقال: جلا بنفسه جلاء، وأجلاه غيره إجلاء. والفرق بين الجلاء والآخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحدا من وجهين:

أحدهما: أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد، والآخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد.

الثاني: أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة، والآخراج يكون لواحد ولجماعة؛ قاله الماوردي. {ذلك} أي ذلك الجلاء

{بأنهم شاقوا اللّه ورسوله} أي عادوه وخالفوا أمره.

{ومن يشاق اللّه} قرأ طلحة بن مصرف ومحمد بن السميقع

{ومن يشاقق اللّه} بإظهار التضعيف كالتي في {الأنفال}، وأدغم الباقون.

﴿ ٤