|
٧ قوله تعالى: {فستبصر ويبصرون} قال ابن عباس: معناه فستعلم ويعلمون يوم القيامة. وقيل: فسترى ويرون يوم القيامة حين يتبين الحق والباطل. {بأيكم المفتون} الباء زائدة؛ أي فستبصر ويبصرون أيكم المفتون. أي الذي فتن بالجنون؛ ك قوله تعالى: {تنبت بالدهن} {المؤمنون: ٢٠} و {يشرب بها عباد اللّه} {الإنسان: ٦}. وهذا قول قتادة وأبي عبيد والأخفش. وقال الراجز: نحن بنو جعدة أصحاب الفلج نضرب بالسيف ونرجو بالفرج وقيل: الباء ليست بزائدة؛ والمعنى: {بأيكم المفتون} أي الفتنة. وهو مصدر على وزن المفعول، ويكون معناه الفتون؛ كما قالوا: ما لفلان مجلود ولا معقول؛ أي عقل ولا جلادة. وقاله الحسن والضحاك وابن عباس. وقال الراعي: حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولاأي عقلا. وقيل في الكلام تقدير حذف مضاف؛ والمعنى: بأيكم فتنة المفتون. وقال الفراء: الباء بمعنى في؛ أي فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون؛ أبالفرقة التي أنت فيها من المؤمنين أم بالفرقة الأخرى. والمفتون: المجنون الذي فتنه الشيطان. وقيل: المفتون المعذب. من قول العرب: فتنت الذهب بالنار إذا حميته. ومنه قوله تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} {الذاريات: ١٣} أي يعذبون.ومعظم السورة نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي جهل. وقيل: المفتون هو الشيطان؛ لأنه مفتون في دينه. وكانوا يقولون: إن به شيطانا، وعنوا بالمجنون هذا؛ فقال اللّه تعالى: فسيعلمون غدا بأيهم المجنون؛ أي الشيطان الذي يحصل من مسه الجنون واختلاط العقل. {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله} أي إن اللّه هو العالم بمن حاد عن دينه. {وهو أعلم بالمهتدين} أي الذين هم على الهدى فيجازي كلا غدا بعمله. |
﴿ ٧ ﴾