٤ قوله تعالى: {قال ياقوم إني لكم نذير} أي مخوف. {مبين} أي مظهر لكم بلسانكم الذي تعرفونه. {أن اعبدوا اللّه واتقوه} و {أن} المفسرة على ما تقدم في {أن أنذر}. {اعبدوا} أي وحدوا. واتقوا: خافوا. {وأطيعون} أي فيما آمركم به، فإني رسول اللّه إليكم. {يغفر لكم من ذنوبكم} جزم {يغفر} بجواب الأمر. و {من} صلة زائدة. ومعنى الكلام يغفر لكم ذنوبكم، قاله السدي. وقيل: لا يصح كونها زائدة؛ لأن {من} لا تزاد في الواجب، وإنما هي هنا للتبعيض، وهو بعض الذنوب، وهو ما لا يتعلق بحقوق المخلوقين. وقيل: هي لبيان الجنس. وفيه بعد، إذ لم يتقدم جنس يليق به. وقال زيد بن أسلم: المعنى يخرجكم من ذنوبكم. ابن شجرة: المعنى يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال ابن عباس: أي ينسئ في أعماركم. ومعناه أن اللّه تعالى كان قضى قبل خلقهم أنهم إن آمنوا بارك في أعمارهم، وإن لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب. وقال مقاتل: يؤخركم إلى منتهى آجالكم في عافية؛ فلا يعاقبكم بالقحط وغيره. فالمعنى على هذا يؤخركم من العقوبات (الشدائد إلى آجالكم. وقال: الزجاج أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير موتة المستأصلين بالعذاب. وعلى هذا قيل: {أجل مسمى} عندكم تعرفونه، لا يميتكم غرقا ولا حرقا ولا قتلا؛ ذكره الفراء. وعلى القول الأول {أجل مسمى} عند اللّه. {إن أجل اللّه إذا جاء لا يؤخر} أي إذا جاء الموت لا يؤخر بعذاب كان أو بغير عذاب. وأضاف الأجل إليه سبحانه لأنه الذي أثبته. وقد يضاف إلى القوم، ك قوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم} {النحل: ٦١} لأنه مضروب لهم. {لو} بمعنى {إن} أي إن كنتم تعلمون. وقال الحسن: معناه لو كنتم تعلمون لعلمتم أن أجل اللّه إذا جاءكم لم يؤخر. |
﴿ ٤ ﴾