١٦

قوله تعالى: {فيها عين جارية} أي بماء مندفق، وأنواع الأشربة اللذيذة على وجه الأرض من غير أخدود. وقد تقدم في سورة {الإنسان} أن فيها عيونا. فـ {عين}: بمعنى عيون. واللّه أعلم.

{فيها سرر مرفوعة} أي عالية. وروي أنه كان ارتفاعها قدر ما بين السماء والأرض، ليرى ولي اللّه ملكه حوله.

{وأكواب موضوعة} أي أباريق وأوان. والإبريق: هو ماله عروة وخرطوم. والكوب: إناء ليس له عروة ولا خرطوم. وقد تقدم هذا في سورة {الزخرف} وغيرها. {نمارق} أي وسائد، الواحدة نمرقة. {مصفوفة} أي واحدة إلى جنب الأخرى. وقال الشاعر:

وإنا لنجري الكأس بين شروبنا

وبين أبي قابوسَ فوق النمارق

وقال آخر: كهول وشبان حسان وجوهم على سرر مصفوفة ونمارقوفي الصحاح: النُّمرق والنمرقة: وسادة صغيرة. وكذلك النِّمرِقة {بالكسر} لغة حكاها يعقوب. وربما سموا الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة؛ عن أبي عبيد.

{وزرابي مبثوثة} قال أبو عبيدة: الزرابي: البسط. وقال ابن عباس: الزرابي: الطنافس التي لها حمل رقيق، واحدتها: زربية؛ وقال الكلبي والفراء. والمبثوثة: المبسوطة؛ قال قتادة.

وقيل: بعضها فوق بعض؛ قال عكرمة.

وقيل كثيرة؛ قاله الفراء.

وقيل: متفرقة في المجالس؛ قاله القتبي. قلت: هذا أصوب، فهي كثيرة متفرقة. ومنه {وبث فيها من كل دابة} [البقرة: ١٦٤]. وقال أبو بكر الأنباري: وحدثنا أحمد بن الحسين، قال حدثنا حسين بن عرفة، قال حدثنا عمار بن محمد، قال: صليت خلف منصور بن المعتمر، فقرأ: {هل أتاك حديث الغاشية}، وقرأ فيها: {وزرابي مبثوثة}: متكئين فيها ناعمين.

﴿ ١٦