١٣

قوله تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردى} أي مات. يقال: ردي الرجل يردي ردي: إذا هلك. قال: صرفت الهوى عنهن من خشية الردى وقال أبو صالح وزيد بن أسلم: {إذا تردى}: سقط في جهنم؛ ومنه المتردية. ويقال: ردي في البئر وتردى: إذا سقط في بئر، أو تهور من جبل. يقال: ما أدري أين ردي؟ أي أين ذهب. و {ما}: يحتمل أن تكون جحدا؛ أي ولا يغني عنه ماله شيئا؛ ويحتمل أن تكون استفهاما معناه التوبيخ؛ أيْ أيّ شيء يغني عنه إذا هلك ووقع في جهنم! {إن علينا للّهدى} أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلالة. فالهدى: بمعنى بيان الأحكام، قاله الزجاج. أي على اللّه البيان، بيان حلال وحرامه، وطاعته ومعصيته؛ قال قتادة. وقال الفراء: من سلك الهدى فعلى اللّه سبيله؛ لقوله: {وعلى اللّه قصد السبيل} [النحل: ٩] يقول: من أراد اللّه فهو على السبيل القاصد.

وقيل: معناه إن علينا للّهدى والإضلال، فترك الإضلال؛ كقوله: {بيدك الخير} [آل عمران: ٢٦]، و {بيده ملكوت كل شيء} [يس: ٨٣]. وكما قال: {سرابيل تقيكم الحر} [النحل: ٨١] وهي تقي البرد؛ عن الفراء أيضا.

وقيل: أي إن علينا ثواب هداه الذي هديناه. {وإن لنا للآخرة والأولى} {للآخرة} الجنة. {والأولى} الدنيا. وكذا روى عطاء عن ابن عباس. أي الدنيا والآخرة للّه تعالى.

وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: ثواب الدنيا والآخرة، وهو ك قوله تعالى: {من كان يريد ثواب الدنيا فعند اللّه ثواب الدنيا والآخرة} [النساء: ١٣٤] فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.

﴿ ١٣