٣

قوله تعالى: {القارعة، ما القارعة} أي القيامة والساعة؛ كذا قال عامة المفسرين. وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها. وأهل اللغة يقولون: تقول العرب قرعتهم القارعة، وفقرتهم الفاقرة؛ إذا وقع بهم أمر فظيع. قال ابن أحمر:

وقارعة من الأيام لولا سبيلهم لزاحت عنك حينا

وقال آخر:

متى تقرع بمروتكم نسؤكم ولم توقد لنا في القدر نار

وقال تعالى: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} [الرعد: ٣١] وهي الشديدة من شدائد الدهر.

{ما القارعة} استفهام؛ أي أي شيء هي القارعة؟ وكذا {وما أدراك ما القارعة} كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها، كما قال: {الحاقة. ما الحاقة. وما أدراك ما الحاقة} [الحاقة: ١] على ما تقدم.

﴿ ٣