٦٧{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} جميع ما انزل اليك واى شيء أنزل إليك غير مراقب فى تبليغه أحدا ولا خائف أن ينالك مكروه {وإن لم تفعل} و إن لم تبلغ جميعه كما أمرتك {فما بلغت رسالته} رسالاته مدنى وشامى و أبو بكر أى فلم تبلغ إذا ما كلفت من أداء الرسالة ولم تؤد منها شيئا قط وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض فإذا لم تود بعضها فكانك أغفلت أداءها جميعا كما أن من لم يؤمن ببعضها كان كمن لم يؤمن بكلها لكونها فى حكم شيء واحد لدخولها تحت خطاب واحد والشئ الواحد لا يكون مبلغا غير مبلغ مؤمنا به غير مؤمن قالت الملحدة لعنهم اللّه تعالى هذ كلام لا يفيد وهو كقولك لغلامك كل هذا الطعام فإن لم تأكله فإنك ما أكلته قلنا هذا أمر بتبليغ الرسالة فى المستقبل أى بلغ ما أنزل إليك من ربك فى المستقبل فإن لم تفعل أى إن لم تبلغ الرسالة فى المستقبل فكانك لم تبلغ الرسالة أصلا أو بلغ ما أنزل اليك من ربك الآن ولا تنتظر به كثرة الشوكة والعهدة فإن لم تبلغ كنت كمن لم يبلغ أصلا أو بلغ ذلك غير خائف أحدا فإن لم تبلغ على هذا الوصف فكأنك لم تبلغ الرسالة أصلا ثم قال مشجعا له فى التبليغ {واللّه يعصمك من الناس} يحفظك منهم قتلا فلم يقدر عليه و إن شج فى وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته أو نزلت بعدما أصابه ما أصابه والناس الكفار بدليل قوله {إن اللّه لا يهدي القوم الكافرين} لا يمكنهم مما يريدون انزاله بك من الهلاك |
﴿ ٦٧ ﴾