١٢

{قال ما منعك ألا تسجد} مارفع أي أي شيء منعك من السجود ولا زائدة بدليل ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ومثلها لئلا يعلم أهل الكتاب أى ليعلم

{إذ أمرتك} فيه دليل على أن الأمر للوجوب والسؤال عن المانع من السجود مع علمه به للتوبيخ وللإظهار معاندته وكفره وكبره وافتخاره بأصله وتحقيره أصل آدم عليه السلام

{قال أنا خير منه خلقتني من نار} وهى جوهر نوارني

{وخلقته من طين} وهو ظلمانى وقد أخطأ الخبيث بل الطين أفضل لرزانته ووقاره ومنه الحلم والحياء والصبر وذلك دعاه إلى التوبة والإستغفار وفي النار الطيش والحدة والترفع وذلك دعاه إلى الإستكبار والتراب عدة الممالك والنار عدة المهالك والنار مظنة الخيانة والإفناه والتراب مئنة الأمانة والإنماء والطين يطفىء النار ويتلفها والنار لاتتلفه وهذه فضائل غفل عنها ابليس حتى زل بفاسد من المقاييس وقول نافى القياس أول من قاس ابليس قياس على أن القياس عند مثبته مردود عند وجود النص وقياس إبليس عناد للأمر المنصوص وكان الجواب لما منك أن يقول معنى كذا وانما قال انا خير منه لأنه قد استأنف قصة وأخبر فيها عن نفسه بالفضل على آدم عليه السلام وبعلة فضله عليه فعلم منها الجواب كأنه قال منعني من السجود فضلي عليه وزيادة عليه وهى انكار الأمر واستبعاد أن يكون مثله مأمورا بالسجود لمثله إذ سجود الفاضل للمفضول خارج عن الصواب

﴿ ١٢