٢{يوم ترونها} أي الزلزلة أو الساعة بقوله {تذهل} تغفل والذهول الغفلة {كل مرضعة عما أرضعت} عن أو عن الذي أرضعته وهو الطفل وقيل مرضعة ليدل على أن ذلك الهول حدث وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يحلقها من الدهشة اذ المرضعة هي التي في حال الارضاع ملقمة ثديها الصبي والمرضع التي شأنها أن ترضع وان لم تباشر الارضاع في حال وصفها به {وتضع كل ذات حمل} أي حبلى {حملها} ولدها قبل تمامه عن الحس تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام {وترى الناس} أيه الناظر {سكارى} على التشبيه لما شاهدوا بساط العزة وسلطنة الجبروت وسرادق الكبرياء حتى قال كل نبي نفسي نفسي {وما هم بسكارى} على التحقيق {ولكن عذاب اللّه شديد} فخوف عذاب اللّه هو الذي أذهب عقولهم وطير تمييزهم وردهم في نحو حال من يذهب السكر بعقله وتمييزه وعن الحسن وترى الناس سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب سكرى فيهما بالامالة حمة وعلى وهو كعطش في عطشان روى أنه نزلت الآيتان ليلا في غزوة بني المصطلق فقرأهما النبي عليه السلام فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة |
﴿ ٢ ﴾