٢٢

{وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} كر على امتنانه عليه بالتربية فابطله من أصله وأبي أن تمسى نعمة لأنها نقمة حيث بين أن حقيقة أنعامه عليه تعبيد بنى اسرائيل لأن تعبيدهم وقصدهم بذبح أبنائهم هو السبب فى حصوله عنده وتربيته ولو تركهم لرباه ابواه فكأن فرعون امتن على موسى بتعبيد قومه واخراجه من حجر أبويه إذا حققت وتعبيدهم تذليلهم واتخاذهم عبيدا ووحد الضمير فى تمنها وعبدت وجمع فى منكم وخفتكم لأن الخوف والفرار لم يكونا منه وحده ولكن منه ومن ملته المؤتمرين بقتله بدليل قوله ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك وأما الامتنان فمنه وحده وكذا التعبيد وتلك إشارة إلى خصلة شنعاء مبهمة لا يدرى ما هى إلا بتفسيرها ومحل ان عبدت الرفع عطف بيان لتلك أى تعبيدك بنى اسرائيل نعمة تمنها على

﴿ ٢٢