٩{يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم} أى ما أنعم اللّه به عليكم يوم الاحزاب وهو يوم الخندق وكان بعد حرب أحد بسنة {إذ جاءتكم جنود} أى الأحزاب وهم قريش وغطفان وقريظة والنصير {فأرسلنا عليهم ريحا} أى الصبا قال عليه السلام نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور {وجنودا لم تروها} وهم الملائكة وكانوا الفا بعث اللّه عليهم صبا باردة فى ليلة شاتية فاخصرتهم واسفت التراب فى وجوههم وأمر الملائكة فقلعت الاوتاد وقطعت الاطنان وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيل بعضها فى بعض وقذف فى قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة فى جوانب عسكرهم فانهزموا من غير قتال وحين سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم باقبالهم ضرب الخندق على المدينة باشارة سلمان ثم خرج فى ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره والخندق بينه وبين القوم وامر بالذرارى والنسوان فرفعوا فى الآطام واشتد الخوف وكان قريش قد اقبلت فى عشرة آلاف من الاحابيش وبنى كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان وخرج غطفان فى الف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عيبنة بن حصن وعامربن الطفيل فى هوازن وضامتهم اليهود من قريظة والنضير ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم الا الترامى بالنبل والحجارة حتى انزل اللّه النصر {وكان اللّه بما تعملون} أى بعملكم أيها المؤمنون من التحصن بالخندق والثبات على معاونة النبى صلى اللّه عليه وسلم {بصيرا} وبالياء أبو عمرو أى بما يعمل الكفار من البغى والسعى فى اطفاء نور اللّه |
﴿ ٩ ﴾