١١{واللّه خلقكم} أى أباكم {من تراب ثم} أنشأكم {من نطفة ثم جعلكم أزواجا} أصنافا أو ذكرانا وإناثا {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} هو فى موضع الحال أى إلا معلومة له {وما يعمر من معمر} أى وما يعمر من أحد وإنما سماه معمرا بما هو صائر إليه {ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} يعنى الوح أو صحيفة الإنسان ولا ينقص زيد فإن قلت الإنسان اما معمر أى طويل العمر أو منقوص العمر أى قصيره فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال فكيف صح قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قلت هذا من الكلام المتسامح فيه ثقة فى تأويله بافهام السامعين واتكالا على تسديدهم معناه بعقولهم وأنه لا يلتبس عليهم احالة الطول والقصر فى عمر واحد وعليه كلام الناس يقولون لا يثيب اللّه عبدا ولا يعاقيه إلا بحق أو تأويل الآية أنه يكتب في الصحيفة عمره كذا كذا سنة ثم يكتب فى أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتى على آخر فذلك نقصان عمره وعن قتادة المعمر من يبلغ ستين سنة والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة {إن ذلك} أى احصاءه أو زيادة العمر ونقصانه {على اللّه يسير} سهل  | 
	
﴿ ١١ ﴾