١١

{قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} اى اماتتين واحياءتين أو موتتين وحياتين واراد بالاماتتين خلقهم امواتا اولا واماتتهم عند انقضاء اجالهم وصح ان يسمى خلقهم امواتا اماته كما صح ان يقال سبحان من صغر جسم البعوضة وكبر جسم الغيل وليس ثمة نقل من كبر الى صغر ولا من صغر الى كبر والسبب فيه ان الصغر والكبر جائزان على المصنوع الواحد فاذا اختار الصانع احد الجائزين فقد صرف المصنوع عن الجائز الاخر فجعل صرفه عنه كنقله منه وبالاحياءتين الاحياة الاولى في الدنيا والاحياءة الثانية البعث ويدل عليه قوله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم وقيل الموتة الاولى في الدنيا والثانية في القبر بعد الاحياء للسؤال والاحياء الاول احياؤه في القبر بعد موته للسؤال والثاني للبعث

{فاعترفنا بذنوبنا} لما راوا الاماتة والاحياء تكررا عليهم علموا ان اللّه قادر على الاعادة كما هو قادر على الانشاء فاعترفوا بذنوبهم التى اقترفوها من انكار البعث وما تبعه من معاصيهم

{فهل إلى خروج} من النار اى الى نوع من الخروج سريع أو بطىء لنتخلص

{من سبيل} قط ام اليأس واقع دون ذلك فلا خروج ولا سبيل اليه وهذا كلام من غلب عليه اليأس وانما يقولون ذلك تحيرا ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله

﴿ ١١