١٧

{فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا} يعنى فلم يشكر تلك الآيادي والنعم بالأعمال الصالحة من فك الرقاب أو اطعام اليتامى والمساكين ثم بالإيمان الذى هو أصل كل طاعة وأساس كل خيريل غمط النعم وكفر بالمنعم والمعنى أن الانفاق على هذا الوجه مرضى نافع عند اللّه لا أن يهلك ما له لبدا فى الرياء والفخار وقلما تستعمل لا مع الماضى إلا مكررة وإنما لم تركر فى الكلام الافصح لأنه لما فسر اقتحام العقبة بثلاثة أشياء صار كأنه أعادلا ثلاث مرات وتقديره فلا فك رقبة ولا أطعم مسكينا ولا آمن والاقتحام الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة والقحمة الشدة فجعل الصالحة عقبة وعملها اقتحامالها لما فى ذلك من معاناه المشقة ومجاهدة النفس وعن الحسن عقبة واللّه شديدة مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوه الشيطان والمراد بقوله ما العقبة ما انتحامها ومعناه إنك لم تدركنه صعوبتها على النفس وكنه ثوابها عند اللّه وفك الرقبة تخليصها من الرق والاعانة فى مال الكتابة فك رقبة أو اطعم مكى وأبو عمرو وعلى الابدال من اقتحم العقبة وقوله وما أدراك ما العقبة اعتراض غيرهم فى فك رقبة أو اطعام على اقتحامها فك رقبة او اطعام والمسغبة المجاعة والقربة القرابة والمتربة الفقر مفعلات من سغب إذا جاع وقرب فى النسب يقال فلان ذو قرابتى وذو مقربتى وترب إذا افتقر ومعناه التصق بالتراب فيكون مأواه المزابل ووصف اليوم بذى مسغبة كقولهم هم ناصب أ ىذو نصب ومعنى ثم كان من الذين آمنوا أي دوام على الإيمان وقيل ثم بمعنى الواو وقيل إنما جاءبثم لتراخى الإيمان وتباعده فى الرتبة والفضيلة عن العتق والصدفة لا فى الوقت إذا الإيمان هو السابق على غيره ولا يثبت عمل صالح إلا به

{وتواصوا بالصبر} عن المعاصى وعلى الطاعات والمحن التى يبتلى بها المؤمن

{وتواصوا بالمرحمة} بالتراحم فيما بيهم

﴿ ١٧