٥

{ومن شر حاسد إذا حسد} أى اذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه لأنه إذا لم يظهر فلا ضرر يعود منه على من حسده بل هو الضار لنفسه لاغتمامه بسرور غيره وهو الأسف على الخير عند الغير والاستعاذة من شر هذه الاشياء بعد الاستعاذة من شر ما خلق اشعار بأن شر هؤلاء أشد وختم بالحسد ليعلم انه شرها وهو أول ذنب عصى اللّه به فى السماء من إبليس وفى الأرض من قابيل وإنما عرف بعض المستعاذ منه ونكر بعضه لأن كل نفائة شريرة فلذا عرفت النفاثات ونكر غاسق لأن كل غاسق لا يكون فيه الشر إنما يكون فى بعض دون بعض وكذلك كل حاسر لا يضرورب حسد يكون محمودا كالحسد فى الخيرات واللّه أعلم

﴿ ٥