١٦٣

{ وآلهكم } خطاب عام لكافة الناس اى المستحق منك للعبادة

{ اله واحد } فرد فى الآلهية لا شريك له فيها ولا يصح ان يسمى غيره آلها فلا معبود الا هو وهو خبر مبتدأ وواحد صفة وهو الخبر فى الحقيقة لانه محط الفائدة ألا يرى انه لو اقتصر على ما قبله لم يفد

{ لا اله الا هو } تقرير للوحدانية وازاحة لا يتوهم ان فى الوجود آلها ولكن لا يستحق منهم العبادة يعنى بهذا فاعرفوه ودائما فاعبدوه ولا ترجوا غيره ولا تخافوا سواه ولا تعبدوا الا اياه والاستثناء بدل من اسم لا على المحل اذ محله الرفع على الابتداء والخبر محذوف اى لا اله كائن لنا او موجود فى الوجود الا اللّه

واعلم ان الاسماء على ضربين اسم ظاهر واسم ضمير وكلمة هو اسم ضمير فكونها ضميرا لا ينافى كونها اسما وقد حقق الامام فى التفسير الكبير اسمية هذه الكلمة فليراجع وعند اهل الحقيقة كلمة هو اسم بحت لان كل ما يدل على الذات الاحدية فهو اسم محض عندهم سواء كان مظهرا او مضمرا ولذا يقال عالم الهوية باللام فاعرف هذا فانه ينفعك : وفى المثنوى

از هواها كى رهى بى جام هو ... اى ز هو قانع شده با نام هو

هيسج نامى بى حقيقت ديده ... يا ز كاف ولام كل كل جيدة

اسم خواندى رو مسمارا بجو ... مه ببالا دان نه اندر آب جو

نام وحرف خواهى بكذرى ... باك كن خودرا زخودهان يكسرى

همجو آهن زاهنى بى رنك شو ... در رياضت آينه بى زنك شو

خويش را صافى كن ازاوصاف خويش ... تا بينى ذات باك صاف خويش

بينى اندر دل علوم انبياء ... بى كتاب وبى معيد و اوستا

علم كان نبود ز هو بى واسطه ... آن نبايد همجو رنك ماشطه

{ الرحمن الرحيم } اى المولى لجميع النعم اصولها وفروعها ولا شىء سواه مستحق هذه الصفة فان كل شىء سواه اما نعمة

واما منعم عليه فثبت ان غيره لا يستحق العبادة فلا يكون آلها فقوله الرحمن الرحيم كالحجة على الوحدانية

وعن اسماء بنت يزيد انها قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول ( ان فى هاتين الآيتين اسم اللّه الاعظم وآلهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم : واللّه لا اله الا هو الحيى القيوم ) قيل كان للمشركين حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فلما سمعوا هذه الآية تعجبوا وقالوا كيف يسع الناس اله واحد فان كان محمد صادقا فى توحيد الاله فليئتنا بآية نعرف بها صدقه فنزل قوله تعالى

﴿ ١٦٣