٣١ { ان تجتنبوا } الاجتناب التباعد ومنه الاجنبى { كبائر ما تنهون عنه } كبائر الذنوب التى نهاكم اللّه ورسوله عنها { نكفر عنكم } التكفير اماطة المستحق من العقاب بثواب ازيد او بتوبة والاحباط نقيضه وهو اماطة الثواب المستحق بعقاب ازيد او بندم على الطاعة المعنى نغفر لكم { سيآتكم } صغائركم ونمحها عنكم { وندخلكم مدخلا } بضم الميم اسم مكان هو الجنة { كريما } اى حسنا مرضيا او مصدر ميمى اى ادخالا مع كرامة قال المفسرون الصلاة الى الصلاة والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن من الصغائر اذا اجتنب الكبائر واختلف فى الكبائر والاقرب ان الكبيرة كل ذنب رتب الشارع عليه الحد او صرح بالوعيد فيه قال انس بن مالك رضى اللّه عنه انكم تعملون اليوم اعمالا هى فى اعينكم ادق من الشعر كنا نعدها على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الكبائر وقال القشيرى الكبائر على لسان اهل الاشارة الشرك الخفى ومن جملة ذلك ملاحظة الخلق واستجلاب قلوبهم والتودد اليهم والاغماض عن حق اللّه بعينهم واعلم ان اجتناب الكبائر يوجب تكفير الصغائر وعند انتفاء الصغائر والكبائر يمكن الدخول فى المدخل الكريم وهو حضرة اكرم الاكرمين قال عليه السلام ( ان اللّه طيب لا يقبل الا الطيب ) وجملة الكبائر مندرجة فى ثلاثة اشياء احدها اتباع الهوى والهوى ميلان النفس الى ما يستلذ به من الشهوات فقد يقع الانسان به فى جملة من الكبائر مثلا البدعة والضلالة والارتداد والشبهة وطلب الشهوات واللذات والتنعمات وحظوظ النفس بترك الصلاة والطاعات كلها وعقوق الوالدين وقطع الرحم وقذف المحصنات وامثال ذلك ولهذا قال تعالى { ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه } وقال عليه السلام ( ما عبد اله ابغض على اللّه من الهوى ) غبار هوا جشم عقلت بدوخت ... سموم هوس كشت عمرت بسوخت بكن سرمه غفلت از جشم باك ... كه فردا شوى سرمه درجشم خاك وثانيها حب الدنيا فانه ميطة كثير من الكبائر مثل القتل والظلم والغصب والنهب والسرقة والربا وأكل مال اليتيم ومنع الزكاة وشهادة الزور وكتمانها واليمين الغموس والحيف فى الوصية وغيرها واستحلال الحرام ونقض العهد وامثاله ولهذا قال تعالى { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيب } وقال عليه السلام ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) وعنه صلى اللّه عليه وسلم ( اتانى جبريل وقال ان اللّه تعالى قال وعزتى وجلالى انه ليس من الكبائر كبيرة هى اعظم عندى من حب الدنيا ) عاقلان ميل بسويت نكند اى دنيا ... هم اميد كرم ولطف توجاهل دارد هركه خواهد بكنداز تومر ادى حاصل ... حاصل آنست كه انديشه باطل دارد وثالثها رؤية الغير فان منها ينشأ الشرك والنفاق والرياء وامثاله ولهذا قال تعالى { ان اللّه لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال عليه السلام ( اليسير من الرياء شرك ) وقال بعض المشايخ وجودك ذنب لا يقاس به ذنب آخر فمن تخلص من ذنب وجوده فلا يرى غير اللّه فلا ينتشىء منه الشرك ولا حب الدنيا وتخلص من الهوى فيتحقق له الوصول واللقاء قال تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا } لعمرى ان هذا لهو المدخل الكريم والفوز العظيم والنعيم المقيم فعلى العاقل ان يتخلص من الاغياء ويشاهد فى المجالى انوار الواحد القهار كرجه زندانست برصاحب دلان ... هركجا بويى زوصل يار نيست هيج زندان عاشق محتاج را ... تنك تراز صحبت اغيار نيست ولذا قيل الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وما سوى الحق اغيار قال ابراهيم عليه السلام { فانهم عدو لى الا رب العالمين } فلا بد للسالك ان يجتهد فى سلوكه ويتخلص من رق الغير كى يصل الى المراد والعاشق الصادق لا يكون فى عبودية غير معشوقه ولا يتسلى عن الدنيا والآخرة الا بوصاله فليس له مطلب سواه عاشق كه زهجردوست دادى خواهد ... يابر در وصلش ايستادى خواهد ناكس ترا زو كس نبود درعالم ... كزدوست بجزدوست مرادى خواهد وهذا مقام شريف ومطلب عزيز اوصلنا اللّه تعالى واياكم |
﴿ ٣١ ﴾