١١٦

{ ان اللّه لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } يقال جاء شيخ الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال انى شيخ منهمك فى الذنوب الا انى لم اشرك باللّه شيأ منذ عرفته وآمنت به ولم اتخذ من دونه وليا ولم اوقع المعاصى جراءة وما توقعت طرفة عين انى اعجز اللّه هربا وانى لنادم تائب فما ترى حالتى عند اللّه فنزلت هذه الآية. فالشرك غير مغفور الا بالتوبة عنه وما سواه مغفور سواء حصلت التوبة او لم تحصل لكن لا لكل احد بل لمن يشاء اللّه مغفرته

{ ومن يشرك باللّه فقد ضل ضلالا بعيدا } عن الحق فان الشرك اعظم انواع الضلالة وابعدها عن الصواب والاستقامة

قال الحدادى اى فقد ذهب عن الصواب والهدى ذهابا بعيدا وحرم الخير كله. والفائدة فى قوله

{ بعيدا } ان الذهاب عن الجنة على مراتب ابعدها الشرك باللّه تعالى انتهى. فالشرك اقبح الرذائل كما ان التوحيد احسن الحسنات. والسيآت على وجوه كاكل الحرام وشرب الخمر والغيبة ونحوها لكن اسوء الكل الشرك باللّه ولذلك لا يغفر وهو جلى وخفى حفظنا اللّه منهما. وكذا الحسنات على وجوه ويجمعها العمل الصالح وهو ما اريد به وجه اللّه واحسن الكل التوحيد لانه اساس جميع الحسنات وقامع السيآت ولذلك لا يوزن قال عليه السلام ( كل حسنة يعملها ابن آدم توزن يوم القيامة الا شهادة ان لا اله الا اللّه فانها لا توضع فى ميزانه ) لانها لو وضعت فى ميزان من قالها صادقا ووضعت السموات والارضون السبع وما فيهن كان لا اله الا اللّه ارجح من ذلك ثم ان اللّه تعالى بين كون ضلالهم ضلالا بعيدا فقال

﴿ ١١٦