|
١٤٢ { ان المنافقين يخادعون اللّه } اى يفعلون ما يفعل المخادع من اظهار الايمان وابطان الكفر { وهو خادعهم } اى اللّه تعالى فاعل بهم ما يفعل الغالب فى الخداع حيث تركهم فى الدنيا معصومى الدماء والاموال واعد لهم فى الآخرة الدرك الاسفل من النار ولم يخلهم فى العاجل من فضيحة واحلال بأس ونقمة ورعب واثم وقال ابن عباس رضى اللّه عنهما انهم يعطون نورا يوم القيامة كما للمؤمنين فيمضى المؤمنون بنورهم على الصراط وينطفىء نور المنافقين فينادون المؤمنين انظرونا نقتبس من نوركم فتناديهم الملائكة على الصراط ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وقد علموا انهم لا يستطيعون الرجوع قال فيخاف المؤمنون حينئذ ان يطفأ نورهم فيقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شىء قدير { واذا قاموا الى الصلوة قاموا كسالى } اى متثاقلين متقاعسين كما ترى من يفعل شيأ عن كره لا عن طيب نفس ورغبة. قوله كسالى كأنه قيل ما كسالى فقيل { يراؤن الناس } اى يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة ليحسبوهم مؤمنين { ولا يذكرون اللّه } عطف على يراؤن { الا } ذكرا { قليلا } اذ المرائى لا يفعل الا بحضرة من يرائيه وهو اقل احواله والمراد بالذكر التسبيح والتهليل قال فى الكشاف وهكذا ترى كثيرا من المتظاهرين بالاسلام لو صحبته الايام والليالى لم تسمع منه تهليلة ولا تحميدة ولكن حديث الدنيا يستغرق اوقاته لا يفتر عنه |
﴿ ١٤٢ ﴾