|
٧ { واذكروا نعمة اللّه عليكم } بالاسلام لتذكركم المنعم وترغبكم فى شكره فان قيل ذكر نعمة الاسلام مشعر بسبق النسيان وكيف يعقل من المسلم ان ينساها مع اشتغاله باقامة وظائف الاسلام على التوالى والدوام قلنا المواظبة على وظائف الشىء تنزل منزلة الامر الطبيعى المعتاد فينسى كونها نعمة الهية فتكون اقامة وظائفه اتباعا لمقتضى الطبيعة فلا تكون عبادة وانما تكون شكرا لو وقع اتباعا للامر { وميثاقه الذى واثقكم به } اى عهده المؤكد الذى اخذه عليكم وقوله تعالى { اذ قلتم سمعنا واطعنا } ظرف لواثقكم به وفائدة التقييد به تأكيد وجوب مراعاته بتذكير قبولهم والتزامهم بالمحافظة عليه وهو الميثاق الذى اخذه على المسلمين حين بايعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على السمع والطاعة فى حال اليسر والعسر والمنشط والمكره { واتقوا اللّه } فى نسيان نعمه ونقض ميثاقه { ان اللّه عليم بذات الصدور } اى بخفياتها الملابسة لها ملابسة تامة مصححة لاطلاق الصاحب عليها فيجازيكم عليها فما ظنكم بجليات الاعمال واعلم ان اول النعم التى انعم اللّه بها على المؤمنين اخراجهم من ظلمة العدم الى نور الوجود قبل كل موجود وخلقهم فى احسن تقويم لقبول الدين القويم وهدايتهم الى الصراط المستقيم واستماع الست بربكم وجواب بلى وتوفيقهم للسمع والطاعة ولو لم تكن نعمة التوفيق لقالوا سمعنا وعصينا كما قال اهل الخذلان والعصيان وعن عبد الرحمن بن عوف بن مالك الاشجعى قال كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقالوا ألا تبايعون رسول اللّه وكنا حديثى عهد ببيعته فقلنا قد بايعناك يا رسول اللّه قال ( ألا تبايعون رسول اللّه ) فبسطنا ايدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول اللّه فعلام نبايعك قال ( ان تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيأ وتصلوا الصلوات الخمس وتطيعوا اوامره جلية وخفية ولا تسألوا الناس ) فلقد رأيت بعض اولئك النفر يسقط سوط احدهم فما يسأل احدا يناوله اياه حتى يكون هو ينزل فيأخذه وعن ابى ذر رضى اللّه عنه قال بايعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خمسا واوثقنى سبعا واشهد اللّه على سبعا ان لا اخاف فى اللّه لومة لائم وعنه قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ( اوصيك بتقوى اللّه بسر امرك وعلانيتك واذا اسأت فاحسن ولا تسألن احدا شيأ وان سقط سوطك ولا تقبض امانة ) قال الحافظ الشيرازى وفا وعهد نكو باشد اربياموزى ... وكرنه هركه توبينى ستمكرى داند اللّهم اجعلنا من الموفين بعودهم آمين |
﴿ ٧ ﴾