٩

{ ومن خفت موازينه } بالفارسية [ عملهاى وزن كرده او وآن سبكى بمعصيت خواهد بود ]

{ فأولئك الذين خسروا انفسهم } بتضييع الفطرة السليمة التى فطرت عليها واقتراف ما عرضها للعذاب

قال الحدادى الخسران اذهاب رأس المال ورأس مال الانسان نفسه فاذا هلك بسوء عمله فقد حسر نفسه

{ بما كانوا بآياتنا يظلمون } يعنى وضعوا التكذيب بها موضع التصديق. قوله بما متعلق بخسروا وما مصدرية وبآياتنا متعلق بيظلمون على تضمين معنى التكذيب

قال فى التأويلات النجمية الوزن عند اللّه يوم القيامة لاهل الحق وارباب الصدق واعمال البر فلا وزن للباطل واهله ويدل عليه قوله تعالى

{ فلا نقيم له يوم القيامة وزنا } وروى انه يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فيوزن فلا يزن جناح بعوضة انتهى وهذه الرواية تدل على ان الموزون هو الاشخاص كما ذهب اليه بعض العلماء ولكن الجمهور على ان صحائف الاعمال هى التى توزن بميزان له لسان وكفتان ينظر اليه الخلائق اظهارا للمعدلة وقطعا للمعذرة كما يسألهم عن اعمالهم فتعترف بها ألسنتهم وجوارحهم وتشهد عليهم الانبياء والملائكة والاشهاد وكما تثبت فى صحائفهم فيقرأونها فى موقف الحساب

ويؤيده ما روى ان الرجل يؤتى به الى الميزان فينشر له تسعة وتسعون سجلا مدى البصر فتخرج له بطاقة فيها كلمتا الشهادة فتوضع السجلات فى كفه والبطاقة فى كفة فيطيش السجلات وتثقل البطاقة والبطاقة رقعة صغيرة وهى ما يجعل فى طى الثوب يكتب فيها ثمنه روى ان داود عليه السلام سأل ربه ان يريه الميزان الذى ينصب يوم القيامة فرأى كل كفة ملئ ما بين المشرق والمغرب فغشى عليه فلما افاق قال الهى من يقدر ان يملأ كفته بالحسنات فقالف اللّه تعالى يا داود اذا رضيت عن عبدى ملأتها بتمرة من صدقة

وقال فى التفسير الفارسى [ درتيبان از ابن عباس ثقل ميكندكه درازى عمود ميزان بنجاه هزار ساله راهست وكفين او يكى از نورست ويكى ازظلمت حسنات در بله نورنهند وسيآت دريله ظلمت ]

ويحكى عن بعضهم انه قال رأيت بعضهم فى المنام فقلت ما فعل اللّه بك فقال وزنت حسناتى فرجحت السيآت على الحسنات فجاءت صرة من السماء وسقطت فى كفة الحسنات فرجحت فحللت الصرة فاذا فيها كف تراب القيته فى قبر مسلم ويجاء بعمل الرجل فيوضع فى كفة ميزانه فيخف فيجاء بشئ امثال الغمام فيوضع فى كفة ميزانه فترجيح فيقال له أتدرى ما هذا فيقول لا فيقال له هذا فضل العلم الذى كنت تعلمه الناس وتستوى كفتا الميزان لرجل فيقول اللّه تعالى لست من اهل الجنة ولا من اهل النار فيأتى الملك بصحيفة فيضعها فى كفة الميزان فيها مكتوب أف فيترجح على الحسنات لانها كلمة عقوق ترجح بها جبال الدنيا فيؤمر به الى النار فيطلب الرجل ان يرد الى اللّه تعالى فيقول ردوه فيقول ايها العبد العاق لأى شئ تطلب الرد الى فيقول الهى رأيت انى سائر الى النار وان لا بدل لى منها زمن عاقا لأبى وهو سائر الى النار مثل فضعف على بى عذابى وأنقذه منها فيضحك اللّه تعالى ويقول عققته فى الدنيا وبررته الآخرة خذ بيد ابيك وانطلق الى الجنة : قال الحافظ

طمع زفيض كرامت مبركه خلق كريم ... كنه بنجشد وبر عاشقان بنجشايد

واعلم ان السبعين الالف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان وكذا يؤتى باهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان فيصب لهم الاجر صبا حتى ان اهل العافية ليتمنون فى الموقف ان اجسامهم قد قرضت بالمقاريض من حسن ثواب اللّه فهم يكونون تحت شجرة فى الجنة تسمى شجرة البلوى قال اللّه تعالى

{ انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب } قال ارباب التحقيق التويحد الرسمى يدخل فى الميزان لانه يوجد له ضد كما اشير اليه بحديث صاحب السجلات

واما التوحيد الحقيقى فلا يدخل فى الميزان لانه لا يعادله شئ اذ لا يجتمع ايمان وكفر بخلاف ايمان وسيآت ولهذا كانت لا اله الا اللّه افضل الاذكار فالذكر بها افضل من الذكر بكلمة اللّه اللّه وهو هو عند العلماء باللّه لانها جامعة بين النفى والاثبات وحاوية على زيادة العلم والمعرفة فمن نفى بلا اله عين الخلق حكما لا علما فقد أثبت كون الحق حكما وعلما والاله من له جميع الاسماء وما هو الا عين واحدة هى مسمى اللّه الذى بيده ميزان الرفع والخفض

قال حضرة لاشيخ الاكبر قدس سره لا تدخل الموازين الا اعمال الجوارح وهى سبع السمع والبصر واللسان واليد والبطن والفرج والرجل.

واما الاعمال المعنوية فلا تدخل الميزان المحسوس لكن يقام فيها العدل وهو الميزان المعنوى فحس لحس ومعنى لمعنى يقابل كل شئ بشاكلته

قال العلماء اذا انقضى الحساب كان بعده وزن الاعمال لان الوزن للجزاء ينبغى ان يكون بعد المحاسبة فان المحاسبة لتقرير الاعمال والوزن لاظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها كذا فى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى

فعلى العاقل ان يسارع الى الطاعات ويبادر الى الحسنات خصوصا الى احسن الحسنات وهو كلمتا الشهادة ليكون ممن ثقلت موازينه ويدخل فى زمرة المفلحين

﴿ ٩