| 
		 ١٥ { قال } اللّه تعالى { انك من المنظرين } اى من جملة الذين اخرت آجالهم الى وقت النفخة الاولى لا الى وقت البعث الذى هو المسئول كما بين مدة المهلة فى قوله تعالى { انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم } وهو يوم النفخة الاولى يموت الخلق فيه ويموت ابليس معهم وبين النفخة الاولى والثانية اربعون سنة فاستجيب بعض دعائه لاكله والفتوى على ان دعاء الكافر يستجاب استدراجا ودل ظاهر قوله { انك من المنظرين } على ان ثمة منظرين غير ابليس وعن ابن عباس قال ان الدهر يمبر بابليس فيهرم ثم يعود ابن ثلاثين غافلان از مرك مهلت خواستند ... عاشقان كفتند نى نى زود باد وانما انظره ابتلاء للعباد وتمييزا بين المخلص للّه ومتبع الهوى وتعريضا للثواب بمخالفته. وقيل انظره مكافأة له بعبادته التى مضت فى السماء وعلى وجه الارض ليعلم انه لا يضيع اجر العاملين وقيل امهله وابقاه الى آخر الدهر استدراجا له من حيث لا يعلم ليتحمل من الوزار ما لا يتحمل غيره من الاشرار والكفار فأنظره الى يوم القرار ليحصل الاعتبار به لذوى الابصار بان اطول الاعمار فى هذه الدار لرئيس الكفار وقائد زمرة الفجار واختلف العلماء هل كلم اللّه تعالى ابليس بغير واسطة اولا والصحيح انه انما كلمه بواسطة ملك لان كلام البارى لمن كلمه رحمة ورضى وتكرم واجلال ألا ترى ان موسى عليه السلام فضل بذلك على الانبياء ما عدا الخليل ومحمدا صلى اللّه عليه وسلم فان قيل أليس رسالته ايضا تشريفا لابليس. قيل مجرد الارسال ليس بتشريف وانما يكون لاقامة الحجة بدلالة ان موسى عليه السلام ارسله اللّه الى فرعون وهامان ولم يقصد اكرامهما واعظامهما لعلمه بانهما عدوان وكان كلامه اياه تشريف له وقوله تعالى { ويوم يناديهم } اى على لسان بعض ملائكته  | 
	
﴿ ١٥ ﴾