٩٢ { الذين كذبوا شعيبا } استئناف لبيان ابتلائهم بشؤم قولهم فيما سبق { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا } وعقوبتهم بمقابلته والموصول مبتدأ وخبره قوله تعالى { كأن لم يغنوا فيها } اى استأصلوا بالمرة وصاروا كأنهم لم يقيموا بقريتهم اصلا اى عوقبوا بقولهم ذلك وصاروا هم المخرجين من القرية اخراجا لا دخول بعده ابدا والمغنى المنزل والمغانى المنازل التى كانوا بها يقال غنينا بمكان كذا اى نزلنا فيه. وفيه اشارة الى ان المكذبين والمتكبرين وان كانت لهم علبة فى وقتهم ولكن تنقضى ايامهم بسرعة ويسقط صيتهم ويخمل ذكرهم ويضمحل آثارهم ويكون اهل الحق مع الحق غالبا فى كل امر والباطل زاهق بكل وصف : وفى المثنوى يك مناره در ثناى منكران ... كودرين عالم كه تاباشد عيان منبرى كوكه برانجا مخبرى ... ياد آرد روز كار منكرى يا غالب شوكه تا غالب شوى ... يا مغلوبان مشوهين اى غوى { الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين } استئناف آخر لبيان ابتلائهم بعقوبة قولهم الاخير اى الذن كذبوه عليه السلام عوقبوا بمقالتهم الاخيرة فصاروا هم الخاسرين للدنيا والدين لا الذين اتبعوه وبهذا الحصر اكتفى عن التصريح بانجائه عليه السلام كما وقع فى سورة هود من قوله تعالى { فلما جاء امرنا نجينا هود والذين آمنوا معه } الآية |
﴿ ٩٢ ﴾