١٠٢

{ وما وجدنا لاكثرهم } لقينا فوجدنا بمعنى صادفنا

{ من عهد } من مزيدة فى المفعول والمضاف محذوف اذ لا وجه لنفس العهد اى ما وجدنا لاكثرهم من وفاء عهد فانهم نقضوا ما عاهدوا اللّه عليه عند مساس البأساء والضراء قائلين لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين وتخصيص هذا الشان باكثرهم ليس لان بعضهم كانوا يفون بعهودهم بل لان بعضهم كانوا لا يعاهدون ولا يفون ويحتمل ان يكون وجدنا بمعنى علمنا ويكون من عهد مفعوله الاول ولاكثرهم مفعوله الثانى

{ وان } مخففة اى ان الشان

{ وجدنا اكثرهم } اى علمنا اكثر الامم

{ لفاسقين } خارجين عن الطاعة ناقضين للعهود

وفى ترجمة الجلد الاخير من الفتوحات الملكية

[ حق تعالى بموسى عليه السلام وحى كرد هركه باميدتون آيد اورا بى بهرة مكذار وهركه زينهار خواست اورا زينهاده موسى عليه السلام درسياحت بود ناكاه كبوترى بركتف نشست وبازى عقب او آمد وقصد ان كبوتر داشت بركتف ديكر فرود آمد آن كبوتر در آستين موسى عليه السلام در آمد وزينهار ميخواست وباز بزبان فصيح بموسى آوازدادكه اى يسر عمران مرا بى بهره مكذار وميان من ورزق من دايى ميكفن موسى عليه السلام كفت جه زود مبتلا شدم ودست كرد تا ازرانخود باره قطع كند براى طعمة باز تاحف عهد كرده باشد وبكار هردو فانموده كفتند يا ابن عمران تعجيل مكن كه مارسولا نيم وغرض آن بودكه صحت عهد توآز مايش كنيم ]

ايا سامعا ليس السماع بنافع ... اذا انت م تفعل فما انت سامع

اذا كنت فى الدنيا عن الخير عاجزا ... فما انت فى يوم القيامة صانع

ولا كلام فى وفاء الانبياء بعهودهم ونقض الفاسقين لمواثيقهم وانما الكلام فيمن ادعى الايمان والاستسلام ثم لم يف بعهده يوما من الايمان : قال الحافظ

وفامجو زكس ورسخن نمى شنوى ... بهرزه طالب سيمرغ وكيميا ميباش

وعن عبد الرحمن بن عوف بن مالك الاشجعى قال كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تسعة او ثمانية او سبعة فقال ( ألا تبايعون رسول اللّه ) وكنا حديثى عهد بيتعته فقلنا قد بايعناك يا رسول اللّه فعلام نبايعك قال ( ان تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيأ وتقيموا الصلوات الخمس وتطيعوا ) واسر كلمة خفية ( ولا تسألوا الناس ) فقد رأيت بعض اولئك النفر يسقط سقوط احدهم ولم يسأل أحد يناوله اياه يعنى خوفا من نقض العهد واهتماما فى امر الوفاء فانظر الى هؤلاء الرجال ومبايعتهم ودخولهم فى طريق الحق ومسارعتهم فاذا احترزوا عن سؤال مناولة السوط الذى سقط من ايديهم فما ظنك فى الاحتراز عما فوقه من الاحوال المتواردة عليهم وانت يا رجل وكلنا ذلك الرجل تجول فى ميدان الخواطر الفاسدة ثم لا تقنع بذلك بل تطير الى جانب مرادك من الافعال الباطلة والاقوال الكاسدة ولعمرى هذا ليس فى طريق العوام فكيف فى طريق الصوفية الذين عقدوا على ان لا يخطر ببالهم سوى اللّه ولا يسألوا منه تعالى غير الوصول الى ذاته اين هم واللّه ان هذا زمان لم يبق من التصوف الا الاسم ولا من لباس التقوى الا الرسم نسال اللّه تعالى ان يوجهنا الى محراب ذاته ويسلك بنا الى طريق افعاله وصفاته ويفيض علينا من سجال بركاته ويشرفنا بالخاصة من هداياته انه هو الفياض من مشروع عناياته

﴿ ١٠٢