١٥

{ يا ايها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا } لقيه اى رآه

{ زحفا } الزحف الدبيب يقال زحف من باب فتح اذا دب على استه قليلا قليلا سمى به الجيش الدهم المتوجه الى العدو لانه لكثرته وتكاثفه يرى كأنه يوحف وذلك لان الكل يرى كجسم واحد متصل فيحس حركته بالقياس اليه فى غاية البطئ وان كانت فى نفس الامر فى غاية السرعة ونصبه على انه حال من مفعول لقيتم بمعنى زاحفين نحوكم. والمعنى اذا لقيتموهم للقتال وهو كثير جم وانتم قليل

{ فلا تولوهم الادبار } فلا تولوهم ادباركم فضلا عن الفرار بل قابلوهم وقاتلوهم مع قلتكم فضلا عن ان تدانوهم فى العدد وتساووهم عدل عن لفظ الظهور الى لفظ الادبار تقبيحا لفعل الفار وتشنيعا لانهزامه والتولية جعل الشيء يلى غيره وهو متعمد الى مفعولين وولاه دبره اذا جعله اليه

﴿ ١٥