سُورَةُ التَّوْبَةِ مَدَنِيَّةٌ

وَهِيَ مِائَةٌ وَتِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً

١

{ براءة من اللّه ورسوله } اى هذه براءة مبتأة من جهة اللّه ورسوله واصلة

{ الى الذين عاهدتم } ايها المسلمون

{ من المشركين } فمن لابتداء الغاية والى لانتهاء الغاية متعلقان بمحذوف كما تقول هذا الكتاب من فلان الى فلان اى واصل منه اليه وليست كلمة من صلة براءة كما فى قوبك برئت من فلان والبراءة من اللّه انقطاع العصمة ونقض العهد ولم يذكر ما تعلق به البراءة كما فى ان اللّه بريئ من المشركين اكتفاء بما فى حيز الصلة واحترازا عن تكرير لفظة من ولما كانت المعاهدة غير واجبة بل مباحة مأذونة وكان الاتفاق للعهد من المسلمين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نسب اليهم مع ان مباشرة امرها انما تتصور من المسلمين لا من اللّه تعالى وان مانت باذن اللّه تعالى بخلاف البراءة فانها واجبة اوجبها اللّه تعالى وامر منوط بجناب اللّه تعالى كسائر الاوامر غير متوقفة على رأى المخاطبين. والمعنى ان اللّه ورسوله قد برئا من العهد الذى عاهدتم به المشركين فانه منبوذ اليهم والعهد العقد الموثق باليمين وقد كانوا عاهدوا مشركى العرب من اهل مكة وغيرهم باذن اللّه واتفاق الرسول فنكثوا الابنى ضمرة وبنى كنانة فامر المسلمون بنبذ العهد الى الناكثين وامهلوا اربعة اشهر كما قال تعالى

﴿ ١