|
٦ { وان احد } رفع يفعل يفسر ما بعده لا بالابتداء لان ان من عوامل الفعل { من المشركين } الذين امرتك بقتلهم فآمنه ولا نسارع الى قتله { حتى يسمع } اى الى ان يسمع او ليسمع { كلام اللّه } اى القرآن فيما له وما عليه من الثواب والعقاب استدل الاشعرى بهذه الآية الى انه يجوز ان يسمع الكلام القديم الذى هو صفة اللّه تعالى ومنعه الشيخ ابو منصور. فمعنى حتى يسمع كلام اللّه يسمع ما يدل عليه كما يقال سمعت علم فلان فان حقيقة العلم لا تسمع بل سمعت خبرا دالا على علمه وكما يقال انظر الى قدرته تعالى اى الى ما يدل على قدرته تعالى والتفصيل فى كتب الكلام { ثم ابلغه } بعد استناعه له ان لم يؤمن { مأمنه } اى مسكنه الذى يأمن فيه وهو دار قومه انهم { قوم لا يعلمون } ما الاسلام وما حقيقته او قوم جهلة فلا بد من اعطاء الامان حتى يفهموا الحق ولا يبقى لهم معذرة اصلا. ومن ههنا قال الفقهاء حربى اسلم فى دار الحرب ولا يعلم بالشرائع من الصوم والصلاة ونحوهما ثم دخل دار الاسلام لم يكن عليه قضاؤها ولا يعاقب عليه اذا مات ولو اسلم فى دار الاسلام ولم يعلم بالشرائع يلزمه القضاء واعلم ان كما ان الطفار قوم لا يعلمون احكام اللّه فكذا النفس وصفاتها قوم لا يعلمون اللّه والطافه فلا يقبلون اليه ويعلمون الدينا وشهواتها فيرغبون فيها وقد امهل اللّه تعالى بفضله ليرجع العبد اليه والى طاعته - روى- انه كان فى بنى اسرائيل شاب قد عبد اللّه عشرين سنة ثم عصاه عشرين سنة ثم نظر فى المرآة الشيب فى لحيته فساءه ذلك فقال الهى اطعتك عشرين سنة وعصيتك عشرين سنة فان رجعت اليك تقبلنى فسمع هاتفا من وراء البيت ولم ير شخصا وهو يقول احببتنا فاحببناك وتركتنا فتركناك وعصيتنا فامهلناك فان رجعت الينا قبلناك وينبغى للعبد ان يسارع الى التوبة والاستغفار فان توبة الشاب احسن من توبة الشيخ فان الشاب ترك الشهوة مع قوة الداعى اليها والشيخ قد ضعفت شهوته وقل داعيه فى يستويان : قال السعدى قدس سره [ قحبه بيرازنابكارى جه كندتوبه نكند ] لانه لا رغبة وفى مجامعتها فانها تؤدى الى موت الفجأة [ وشحنه معزول ازمردم ازارى ] لانه لا ولاية له على الناس جوان كوشه نشين شيرمر داره خداست ... كه بيرخود نتواندز كوشه برخاست شيخ كبير له ذنوب ... تعجز عن حملها المطايا قد بيضت شعره الليالى ... وسودت قلبه الخطايا يا من يأتى عليه عام بعد عام وقد غرق فى بحر الخطايا وهام. يا من يشاهد الآيات والعبر كلما توالت عليه الاعوام والشهور ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الامور ما الحيلة فيمن سبق عليه الشقاء فى الكتاب المسطور فانها تعمى القلوب التى فى الصدور ومن لم يجعل اللّه له نورا فما له من نور اللّهم اجعلنا من المتلذذين بحسن خطابك والمستسعدين بقرب جنابك والمتصفين بمعرفة آيات صفاتك والواصلين الى اسرار ذاتك انك انت الفياض |
﴿ ٦ ﴾