٩٦

{ يحلفون } به تعالى

{ لكم } [ براى شما ]

{ لترضوا عنهم } بخلقتهم الكاذبة ولتستديموا عليهم ما كنتم تفعلون بهم

{ فان ترضوا عنهم فان اللّه لا يرضى عن القوم الفاسقين } المتمردين فى الكفر فان رضاكم لا يستلزم رضى اللّه ورضاكم وحدكم لا ينفعهم اذا كانوا فى سخط اللّه وبصدد عقابه

والمقصود من الآية نهى المخاطبين عن الرضى عنهم والاغترار بمعاذيرهم الكاذبة على ابلغ وجه وآكده فان الرضى عمن لا يرضى عنه اللّه تعالى مما لا يكاد يصدر عن المؤمن كما فى الارشاد -روى- ان النبى عليه السلام حين قدم المدينة قال ( لا تجالسوهم ولا تكلموهم ) وفيه اشارة الى هجر المنافق والمصر على ذنبه الى ان يتوب

قال محمد الباقر رضى اللّه عنه اوصانى ابى زين العابدين رضى اللّه عنه فقال لا تصحبن خمسة ولا تحاد بهم ولا ترافقهم فى الطريق. ولا تصحبن فاسقا فانه يبيعك باكلة فما دونها. قلت يا ابت وما دونها قال يطمع فيها ثم لا ينالها. ولا تصحبن البخيل فانه يقطع بك احوج ما تكون اليه. ولا تصحبن كذابا فانه بمنزلة السراب يبعد عنك القريب ويقرب منك البعيد. ولا تصحبن احمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك وقد قيل عدو عاقل خير من صديق احمق. ولا تصحبن قاطع رحم فأنى وجدته ملعونا فى كتاب اللّه تعالى فى ثلاثة مواضع

ثم فى الآيات بيان الاعتذار الباطل مردود على صاحبه وان كان قبول العذر من اخلاق الكرام فى نفس الامر : وفى المثنوى

عذر احمق بدترا از جرمش بود ... عذر نادان زهر هردانش بود

وبيان ان اليمين الكاذبة لترويج عذره وغرضه باطلة ومذمومة بل رب يمين صادقة لا يتجاسر عليها من هو بصدد التقوى حذرا من ابتذال اسم اللّه تعالى فلا بد من ضبط اللسان وفى الحديث ( لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس )

وبيان ان المنافقين رجس اى جعلوا على طينة خبيثة غير طيبة ولذا كسبوا بخباثة تلك الطينة اعمالا خبيثة واوصافا ذميمة وبها صاروا مستحقين للنار مطلقا اى صورية وهى نار جهنم ومعنوية وهى نار القطيعة والهجران من اللّه تعالى ومن الرسول عليه السلام والمؤمنين اجمعين [ شبلى ديد زنى راكه مى كريد وميكويد يا ويلاه من فراق ولدى شبلى كريست وكفت يا ويلاه من فراق الاخذان زن كفت جرا جنين ميكويى شبلى كفت توكريه ميكنى برمخلوقى كه هرآنيكه فانى خواهد شد من جراكريه نكنم برفراق خالقى كه بلقى باشد ]

فرزند ويار جونكه بميرند عاقبت ... اى دوست دل منبد بجزحى لا يموت

فعلى العاشق المهجور ان يبكى من ألم الفراق ويبالغ فى الوجد والاشتياق لعل اللّه تعالى يزيل البين من البين ويجعله بعد غمه وهمه قرير العين ويرضى عنه كما رضى عن الابرار جمع عربى والمجوس ولا يسخط عليه الى ابد الآبدين

﴿ ٩٦