|
١٧ { افلا تعقلون } افلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر فيه لتعلموا انه ليس الا من اللّه { فمن اظلم ممن افترى على اللّه كذبا } احتراز مما اضافوه اليه عليه السلام كناية وهوانه عليه السلام نظم هذا القرآن من عند نفسه ثم قال انه من عند اللّه افتراء عليه فان قولهم ائت بقرآن غير هذا او بدله كناية عنه فقوله عليه السلام فمن اظلم ممن افترى كناية عن نفسه كأنه قيل لو لم يكن هذا القرىن من عند اللّه كما زعمتم لما كان احد في الدنيا اظلم على نفسه من حيث افتريته على اللّه لكن الامر ليس كذلك بل هو وحى الهى { او كذب بآياته } فكفر بها { انه لا يفلح المجرمون } لا ينجون من محذور ولا يظفرون بمطلوب وفي التأويلات النجمية اى لا يتخلص الكذابون والمكذبون من قيد الكفر وحجب الهوى وعذاب البعد وجحيم النفس انتهى وذلك لان الطريق طريق الصدق والاخلاص لا طريق الكذب والرياء فمن سلك سبيل الصدق افلح ونجا وصل ومن سلك سبيل الكذب خاب وهلك وضل وعن ابى القاسم الفقيه انه قال اجمع العلماء على ثلاث خصال انها اذا صحت ففيها النجاة ولا يتم بعضها الا ببعض الاسلام الخالص من الظلم وطيب الغذاء والصدق للّه فى الاعمال وفى الحديث ( ان من اعظم الفرية ثلاثا ان يفتى الرجل على عينيه يقول رأيت ولم ير ) يعنى فى المنام ( او يفترى على والديه فيدعي الى غير ابيه او يفترى على يقول سمعت من رسول اللّه وبم يسمع منى ) يقول الفقير فاذا لم يصح هذا الواحد من امته فكيف يصح لرسول اللّه عليه الصلاة والسلام والانبياء عليهم السلام امناء اللّه على ما اوحى اليهم لا يزيدون فيه ولا ينقصون ولا يبدلون فكذا الاولياء قدس اللّه اسرارهم امناء اللّه على ألهم اليهم يبلغونه الى من هو اهل له من غير زيادة ولا نقصان ومن انكر كون الامى وليافلينكر كونه نبيافان ذلك مغض الى ذلك ومستلزم له قال الامام السخاوى قوله ( ما تخذ اللّه من ولي جاهل ولو اتخذه لعلمه ) ليس بثابت ولكن معناه صحيح والمراد بقوله ولو اتخذه وليا لعلمه ثم اتخذه وليا انتهى وقال الامام الغزالى فى شرح الاسم الحكيم من الاسماء الحسنى ومن عرف اللّه تعالى فهو حكيم وان كان ضعيف المنة فى سائر العلوم الرسمية كليل اللسان قاصر البيان فيها انتهى فظهر ان العلم الزائد على ما يقال له علم الحال ليس بشرط فى ولاية الولى وان اللّه تعالى اذا اراد بعبده خيرا يفقهه فى الدين ويعلمه من لدنه علم اليقين قال عمر رضى اللّه عنه يا نبى اللّه مالك افصحنا فقال عليه السلام ( جاءنى جبريل فلقتنى لغة ابى اسماعيل وان اللّه ادبنى فاحسن تأديبى ثم امرنى بمكارم الاخلاق فقال خذ العفو وائمر بالعرف ) الآية فقد استبان الحق واللّه اعلم حيث يجعل رسالته فاياك ان تنكر ولاية مثل يونس وغيره من الاميين فان شواهدهم تنادى على صحة دعواهم بل واياك ان تطلق لسانك بالطعن على لحنهم فان سين بلال احل الى اللّه من شين غيره في اشهد : وفي المثنوى قدس سره كرحديثت كزبود معنيت راست ... آن كزئ لفظ مقبول خداست وذلك لان خطأ الاحباب اولى من صواب الاغيار كما فى المثنوى وعن ابى الدرداء رضى اللّه عنه انه قال ( ان للّه عبادا يقال لهم الابدال لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة الصوم والصلاة والتمتع وحسن الحلية وانما بلغوا بصدق الورع وحسن النية وسلامة الصدور والرحمة لجميع المسلمين اصطفاهم اللّه بعلمه واستخلصهم لنفسه وهم اربعون رجلا على مثل قلب ابراهيم عليه السلام لا يموت الرجل منهم حتى يكون اللّه قد انشأ من يخلفه واعلم انهم لا يسبون شيأ ولا يلعنونه ولا يؤذون من تحتهم ولا يحقرونه ولا يحسدون من فوقهم اطيب الناس خبرا والينهم عريكة واسخاهم نفسا لا تدركهم لخيل المجراة ولا الرياح لعواصف فيما بينهم وبين ربهم انما قلوبهم تصعد فى السقوف العلى ارتياحا الى اللّه فى استباق الخيرات اولئك حزب اللّه هم المفلحون ) كذا فى روض الرياحين للامام اليافعى : وفى المثنوى فى وصف الاولياء مردهاست ازخودشده زنده برب ... زان بوداسرار حقش دردولب |
﴿ ١٧ ﴾