١٠

{ ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته } كصحة بعد سقم وجدة بعد عدم وفرج بعد شدة اضاف سبحانه وتعالى اذاقة النعماء لى ذاته الكريمة ومس الضراء اليها لا الى ذاته الجليلة تنبيها على ان القصد الاول ايصال الخبر الى العباد تفضلا منه تعالى ورحمة ومساس الشر ليس الا لشؤم نفسه وفساد حاله مجازاة وانتقاما قال اللّه تعالى

{ ما اصابك من حسنة فمن اللّه وما اصابك من سيئة فمن نفسك } وهذا هو المراد من قول البيضاوى وفى اختلاف الفعلين نكتة لا تخفى وفى التعبير عن ملابسة الرحمة والنعماء بالذوق الذى هو ادراك الطعم وعن ملابسة الضراء بالمس الذى هو مبدأ الوصول كانما يلاصق البشرة من يغر تأثير تنبيه على ان ما يجده الانسان فى الدنيا من النعم والمحن كالانموذج لما يجده فى الآخرة

{ ليقولن } الانسان

{ ذهب السيآت عنى } اى المكاره والمصائب التى ساءتنى اى فعلت بى ما اكره ولن يعترينى بعد امثالها فان الترقب لو ورد امثالها مما يكدر السرور وينغص العيش

{ انه لفرح } [ شادمانست مغروريان ] وهو اسم فاعل من فعل اللازم. والفرح اذا اطلق فى القرآن كان للذم واذا كان للمدح ياتى مقيدا بما فيه خير كقوله تعالى

{ فرحين بما آتيهم اللّه من فضله } كذا فى حواشى شعدى المفتى

يقول الفقير يرده قوله تعالى

{ اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة } والظاهر ان كونه للمدح او للذم انما هو بحسب المقام والقرائن

واعلم ان الفرح بالنعمة ونسيان المنعم فرح الغافلين والعطب الى هذا اقرب من السلامة والاهانة او فى من الكرامة

قال حضرة شيخنا العلامة ابقاه اللّه بالسلامة فى بعض تحريراته هو المحبوب لذاته لا لعطائه وعطاؤه محبوب لكونه محبوبا لا لنفسه ونحبه ونحب عطاءه لحبه انتهى باجمال يشير قدس سره الى الفرح باللّه تعلاى على كل حال

{ فخور } على الناس بما اوتى من النعم مشغول بذلك عن القيام بحقها : قال السعدى قدس سره

جو منعم كند سفله رآ روزكار ... نهد بردل تنك درويش بار

جوبام بلندش بودخودبرست ... كندبول وخاشاك بربام بست

وقال

كه اندر نعمتى مغرور وغافل ... كهى از تنك دستى خسته وريش

جو درسرا وضرا حالت اينست ... ندانم كى بحق بردازى از خويش

[ يعنى كى فارغ شوى از خود وبحق مشغول شوى ]

﴿ ١٠