٣٨

{ واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحق ويعقوب } عرف شرف نسبه وانه من اهل بيت النبوة لتتقوى رغبتهما فى الاستماع منه والوثوق عليه وكان فضل ابراهيم واسحاق ويعقوب امرا مشهورا فى الدنيا فاذا طهر انه ولدهم عظموه ونظروا اليه بعين الاجلال واخذوا منه ولذلك جوز للعالم اذا جهلت منزلة فى العلم ان يصف نفسه ويعلم الناس بفضله حتى يعرف فيقتبس منه وينتفع به فى الدين وفى الحديث ( ان اللّه يسأل الرجل عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله ) وقدم ذكر ترك ملة الكفرة على ذكر اتباعه لملة آبائه لان التخلية بالمعجمة متقدمة على التحلية متقدمة على التحلية بالمهملة . وفيه اشارة الى ان الاتباع سبب للفوز بالكمالات والظفر بجميع المرادات والاشارة ان ملة ابراهيم السر واسحاق الخفاء ويعقوب الروح التوحيد والمعرفة

{ ما كان } اى ما صح وما استقام فضلا عن الوقوع

{ لنا } معاشر الانبياء لقوة نفوسنا ووفور علومنا

{ ان نشرك باللّه من شيء } أى شيء كان من ملك اوجنى او انسى فضلا عن الجماد الذى لا يضر ولا ينفع

{ ذلك } التوحيد المدلول عيله بقوله ما كان لنا الخ ناشئ

{ من فضل اللّه علينا } بالوحى يعنى [ بوحى مارا آكاعى داده ]

{ وعلى الناس } كافة بواشطتنا وارسالنا لارشادهم اذ وجود القائد للاعمى رحمة من اللّه أية رحمة

{ ولكن اكثر الناس } المبعوث اليهم

{ لا يشكرون } هذا فيعرضون عنه ولا ينتهون ولما كان الانبياء وكمل الاولياء وسائط بين اللّه وخلقه لزم شكرهم تأكيدا للعبودية وقياما بحق الحكمة

﴿ ٣٨