| 
		 ٤٢ { وقال } يوسف { للذى ظن } يوسف { انه ناج منهما } [ ازان هردو يعنى ساقيرا ] اى وثق وعلم لان الظن من الاضداد يكون شكا ويقينا فالتعبير بالوحى كما ينبئ عنه قوله { قضى الامر } اذ لو بنى جوابه على التعبير لما قال قضى لان التعبير على الظن والقضاء هو الالزام الجازم والحكم القاطع الذى لا يصح ابتناؤه على الظن { اذكرنى عند ربك } اى سيدك وقل له فى السجن غلام محبوس ظلما طال حبسه لعله يرحمنى ويخلصنى من هذه الورطة بكوهست انداران زندان غريبى ... زعدل شاه دوران بى نصيبى جينيش به كنه ميسند رنجور ... كه هست اين از طريق معدلت دور [ اما جون تقرب برسيد واز ساغر جاه ودولت سرخوش كرديد از زدان وزاراهل آن غافل شد ] { فانسيه الشيطان } اى اسنى الشرابى بوسوسته والقائه فى قلبه اشتغالا تعوقه عن الذكر والا فالانساء فى الحقيقة اللّه تعالى والفاء للسببية فان توصيته عليه السلام المتضمنة للاستعانة بغيره تعالى كانت باعثة لما ذكر من الانساء { ذكر ربه } اى ذكر الشرابى له عليه السلام عند الملك والاضافة لادنى ملابسة . يعنى ان الظاهر ان يقال ذكره لربه على اضافة المصدر الى مفعول لان الشائع فى اضافته ان يضاف الى الفاعل او المفعول به الصريح الا انه اضيف الى غير الصريح للملابسة : قال المولى الجامى جنان رفت آن وصيت از خيالش ... كه برخاطر نيامد جند سالش نهال وعده اش مأيوسى آورد ... بزندان بلا محبوسى آورد بلى أنراكه ايزد بركزيند ... بصدر عز معشوق نشيند ره اسباب درويشى به بندد ... رهين اين وآنش كم بسندد نخواهد دست او در دامن كس ... اسيردام خويشش خواهد وبس وفى القصص ان زليخا سالت العزيز ان يخرج يوسف من السجن فلم يفعل وانساهم اللّه امر يوسف فلم يذكره { فلبث } يوسف بسبب ذلك الانساء او القول { فى السجن بضع سنين } نصب على حرف الزمان اى سبع سنين بعد الخمس لما روى عن النبى صلّى اللّه عليه وسلّم انه قال ( رحم اللّه اخى يوسف ولم يقل اذكرنى عند ربك لما لبث فى السجن سبعا بعد الخمس ) قال فى الفتح لبث يوسف فى السجن اثنتى عشرة سنة عدد حروف اذكرنى عند ربك فصاحباه اللذان دخلا معه السجن بقيا محبوسين فيه خمس سنين ثم رأيا رؤياهما قبل انقضاء تلك المدة بثلاثة ايام وفى هذا العدد كمال القوة والتأثير كالائمة الاثنى عشر على عدد البروج الاثنى عشر وملائكة البروج الاثنى عشر وملائكة البروج الاثنى عشر ائمة العالم والعالم تحت احاطتهم وفى الخبر اشارة الى قوة هذا العدد معنى اذ اثنا عشر الفا لن يغلب عن قلة ابدا ولذلك وجب الثبات على العسكر اذا وجد العدد المذكور ولا اله الا اللّه اذنا عشر حرفا وكذا محمد رسول اللّه ولكل حرف الف باب فيكون للتوحيد اثنا عشر باب يقول الفقير حبس اللّه تعالى يوسف فى السجن اثنى عشر عاما لتكميل وجوده بكمالات اهل الارض والسماء ففى العدد المذكور اشارة اليه مع اخوته الاحد عشر فله القوة الجمعي الكمالية فافهم قال بعضهم فانساه الشيطان ذكر ربه اى انسى يوسف ذكر اللّه حتى استعان بغيره وليس ذلك من باب الاغواء حتى يخالف الا عبادك منهم المخلصين فان معناه الاضلال بل هو من ترك الاولى وفى بحر العلوم والاستعانة بغير اللّه فى كشف الشدائد وان كانت محمودة فى الجملة لكنها لا تليق بمنصب الانبياء الذين هم افضل الخلق واهل الترقى فهى تنزل من باب ترك الاولى والافضل ولا شك ان الانبياء يعاتبون على الصغائر معاتبة غيرهم على الكبائر كما فى الكواشى. وليس ما روى عن عائشة رضى اللّه عنها ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يأخذه النوم ليلة من الليالى وكان يغلب من يحرسه حتى جاء سعد فسمعت غطيطه مخالفا اذ ليس فيه استعانة فى كشف الشدة النازلة بغير اللّه بل هو استئناس كما فى حواشى سعد المفتى -وحكى- ان جبريل دخل على يوسف فى السجن فلما رآه يوسف عرفه فقال له يا اخا المنذرين مالى اراك بين الخاطئين فقال له جبريل يا طاهر الطاهرين ان اللّه كرمنى بك وبآبائك وهو يقرئك السلام ويقول لك اما استحييت منى اذ استعنت بغيرى وعزتى لالبثنك فى السجن بضع سنين قال يا جبريل وهو عنى راض قال نعم اذا لا ابالى وكان الواجب عليه ان يقتدى بجده ابراهيم فى ترك الاستعانة بالغير كما روى انه قال له جبريل حين رمى به فى النار هل لك حاجة فقال اما اليك فلا قال فسل ربك قال حسبى من سؤالى علمه بحالى وعن مالك بن دينار لما قال يوسف للشرابى اذكرنى عند ربك قال اللّه تعالى يا يوسف اتخذت من دونى وكيلا لاطلين حبسك فبكى يوسف وقال يا رب أقسى قلبى كثرة الاحزان والبلوى فقلت كلمة ولا اعود وعن الحسن انه كان يبكى اذا قرأها ويقول نحن اذا نزل بنا امر فزعنا الى الناس : قال الكمال الحجندى كيست درخوركه سد دوست بفرياد دلش ... آنكه فرياد زجور وستم اونكند بارسا بشت فراغت ننهد برمحراب ... كركند تكيه جرا بر كرم او نكند والاشارة وقال يوسف القلب المسجون فى حبس الصفات البشرية للنفس اذكرنى عند الروح يشير الى ان القلب المسجون فى بدء امره يلهم النفس بان يذكره بالمعاملات الروحانية مستمدا من الالطاف الربانية والشيطان بوساوسه يمحو عن النفس اثر الهامات القلب لينسى النفس ذكر الروح بتلك المعاملات وفيه معنى آخر وهوان الشيطان انسى القلب ذكر ربه يعنى ذكر اللّه حتى استغاث بالنفس ليذكره عند الروح ولو استغاث باللّه لخلصه فى الحال { فلبث فى السجن بضع سنين } يشير الى الصفات البشرية السبع التى بها القلب محبوس وهى الحرص والبخل والشهوة والحسد والعداوة ولغضب والكبر كما فى التأويلات النجمية  | 
	
﴿ ٤٢ ﴾