|
٥ { وان تعجب } اى ان يقع منك عجب وتعجب من شيء يا محمد او ايها السامع { فعجب قولهم } خبر ومبتدأ اى فليكن ذلك العجب من قول المشركين { ءاذا كنا ترابا } [ آيا آن وقت كه ما باشيم خاك يعنى بعد ازمرك كه ما خاك باشيم ] والجملة الاستفهامية منصوبة المحل على انها محكية بالقول واذا ظرف محض ليس فيها معنى الشرط والعامل محذوف دل عليه قوله { أئنا } [ اياما ] { لفى خلق جديد } [ باشيم در آفرينش نو ] والتقدير اذا كنا ترابا أنبعث ونخلق لا كنا لانه مضاف اليه فلا يعمل ولا خلق جديد لان ما بعد اداة الاستفهام وكذا ان لا يعنل فيما قبله وقال بعضهم وان تعجب من انكار المشركين البعث وعبادتهم الاصنام بعد اعترافهم بالقدرة على ابتداء الخلق فحقيق بان تتعجب منه اى فقد وضغت التعجب فى موضعه لكنه جديرا لان يتعجب منه فان من قدر على ابتداء ههذ المخلوقات قدر على اعادتها آنكه بيدا ساختن كارش بود ... زندى دادن جه رشوارش بود والتعجب حالة انفعالية تعرض للنفس عند ادراك ما لا يعرف سببه فهو مستحيل فى حق اللّه تعالى فكان المراد ان تعجب فعجب عندك قال فى التأويلات النجمية { وان تعجب } اى تعلم انك يا محمد لا تعجب شيأ لانك ترى الاشياء منا ومن قدرتنا وانك تعلم انى على كل شيء قدير ولكن ان تعجب على عادة اهل الطبيعة اذا رأوا شيأ غير معتاد لهم او شيأ ينافى نظر عقولهم { فعجب قولهم } اى فتعجب من قولهم { ءاذا كنا ترابا } اى صرنا ترابا بعد الموت { أئنا لفى خلق جديد } اى بعود تراب اجسادنا اجسادا كما كان وتعود اليها ارواحنا فنحيى مرة اخرى . معنى الآية انهم يتعجبون من قدرة اللّه لان اللّه هو الذى خلقهم من لا شيء فى البداية اذ لم تكن الارواح والاجساد ولا التراب فالآن اهون عليه ان يخلقهم من شيء وهو التراب والارواح ولكن العجب تعجبهم بعد أن رأوا ان اللّه خلقهم من لا شيء من ان يخلقهم مرة اخرى من شيء { اولئك } { آن كروه كه منكرينند } { الذين كفروا بربهم } لانهم كفروا بقدرته على البعث وفى التأويلات { كفروا بربهم } انه خلقهم من لا شيء اذا انكروا انه لا يخلقهم من شيء { اولئك الاغلال فى اعناقهم } [ وآن كروهندكه غلها دركردنهاى ايشانست ] اى مقيدون بالكفر والضلال ر يرجى خلاصهم يقال للرجل هذا غل فى عنقك للعمل الرديئ ومعناه انه لازم لك لا يرجى خلاصك منه والغل طوق يقيد به اليد الى العنق وفى التأويلات هى اغلال الشقاوة التى جعلها التقدير الازلى فى اعناقهم كما قال { وكل انسان الزمناه طائره فى عنقه } ويجوز ان يكون على حقيقته اى يغلون يوم القيامة [ يعنى روز قيامت غل آاتشين بركردن ايشان نهند وعلامت كفار در دوزخ اين باشد ] وفى الحديث ( ينشئ اللّه سحابة سوداء مظلمة فيقال يا اهل النار أى شيء تطلبون فيذكرون بها سحابة الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب فتمطرهم اغلالا تزيد فى اغلاقهم وسلاسل تزيد فى سلاسلهم وجمرا يلتهب عليهم ) { واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } توسيط ضمير الفصيل وتقديم فيها يفيد الحصر اى هم الموصوفون بالخلود فى النار لا غيرهم وان خلودهم انما هو فى النار لا فى غيرها فثبت ان اهل الكبائر لا يخلدون فى النار وفى التأويلات هم الذين قال اللّه تعالى فيهم فى الازل وهؤلاء فى النار ولا ابالى فآل امرهم لى ان يكونوا اصحاب النار الى الابد فالشرك والانكار من اعظم المعاصى والاوزار وعن النبى عليه السلام مخبرا عن اللّه تعالى انه قال ( عبدى ما عبدتنى رجوتنى ولم تشرك بى شيأ غفرت لك على ما كان منك ولو استبلتنى بملئ الارض خطايا وذنوبا لاستقبلتك بملئها مغفرة واغفر لك ولا ابالى ) اى ان لم تشرك بى شيأ غفرت لك على ما كان منك من نفى جميع الاشراك لان النكرة اذا وقعت فى سياق النفى تفيد العموم وهذا لا يحصل الا بعد اصلاح النفس فالمرء اسير فى يد نفسه والهوى كالغل فى عنقه وهذا الغل الملازم له فى دنياه معنوى وسيصير الى الحس يوم القيامة اذا الباطن يصير هناك ظاهرا -كما حكى- عن بعض العصاة انه مات فلما حفروا قبره وجدوا فيه حية عظيمة فحفورا له قبرا آخر فوجدوها فيه ثم كذلك قبرا بعد قبر الى ان حفروا نحوا من ثلاثين قبرا وفى كل قبر يجدونها فلما رأوا انه لا يهرب من اللّه هارب ولا يغلب اللّه غالب دفنوه معها وهذه الحية هى عمله : قال الشعدى قدس سره برادر زكار بدان شرم دار ... كه درروى نيكان شوى شر مسار ترا خود بماند سراز ننك بيش ... كه كرت برآيد عملهاى خويش |
﴿ ٥ ﴾