١٢

{ وما لنا } اى أى عذر ثبت لنا

{ ان لا نتوكل على اللّه } اى فى ان لا نتوكل عليه

{ ود هدينا سبلنا } اى والحال انه ارشد كلامنا سبيله ومنهاجه الذى شرع له واوجب عليه سلوكه فى الدين وهو موجب للتوكل ومستدع له

قال فى التأويلات وهى الايمان والمعرفة والمحبة فانها سبل الوصول ومقاماته انتهى

وحيث كانت اذية الكفار بما يوجب الاضطراب القلح فى التوكل قالوا على سبيل التوكيد القسمى مظهرين لكمال العزيمة

{ ولنصبرن على ما آذيتمونا } فى ابداننا واعراضنا او بالتكذيب ورد الدعوة والاعراض عن اللّه والعناد واقتراح الآيات وغير ذلك مما لا خير فيه وهو جواب قسم محذوف

{ وعلى اللّه } خاصة

{ فليتوكل المتوكلون } فى فليثبت عليه فلا تكرار

والتوكل تفويض الامر الى من يملك الامور كلها وقالوا المتوكل من ان دهمه امر ولم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية اللّه فعلى هذا اذا وقع الانسان فى شدة ثم سأل غيره خلاصه لم يخرج من حد التوكل لانه لم يحاول دع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله

وفى التأويلات النجمية للتوكل مقامات المبتدئ قطع النظر عن الاسباب فى طلب المرام ثقة بالمسبب وتوكل المتوسط قطع تعلق الاسباب بالمسبب وتوكل المنتهى قطع التعلق بما سوى اللّه للاعتصام باللّه انتهى

قال القشيرى رحمه اللّه

{ وما لنا ان لا نتوكل على اللّه } وقد حقق لنا ما سبق به الضمان من وجوه الاحسان وكفاية ما اظلنا من الامتحان

{ ولنصبرن على ما آذيتمونا } والصبر على البلاء يهون على رؤية المبلى وانشدوا فى معناه

مر ما مربى لاجلك حلو ... وعذابى لأجل حبك عذاب

قال الحافظ

اكر بلطف بخوانى مزيد الطافست ... وكر بقهر برانى درون ما صافست

قيل لما قدم لحلاج لتقطع يده فقطعت يده اليمنى اولا ضحك ثم قطعت يده اليسرى فضحك ضحكا بليغا فخاف ان يصفر وجهه من نزف الدم فاكب بوجهه على الدم السائل ولطخ وجهه وبدنه وانشأ يقول

اللّه يعلم ان الروح قد تلفت ... شوقا اليك ولكنى امنيها

ونظرة منك يا سؤلى ويا املى ... اشهى الى من الدنيا وما فيها

يا قوم انى غريب فى دياركمو ... سلمت روحى اليكم فاحكموا فيها

لم اسلم النفس للاسقام تتلفها ... الا لعلمى بان الوصل يحييها

نفس المحب على الآلام صابرة ... لعل مسقمها يوما يداويها

ثم رفع رأسه الى السماء وقال يا مولاى انى غريب فى عبادك وذكرك اغرب منى والغريب يألف الغريب ثم ناداه رجل قال يا شيخ ما العشق قال ظاهره ما ترى وباطنه دق عن الورى

ومن لطائف هذه الاية الكريمة ما روى المستغفرى عن ابى ذر رفعه اذا آذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات

{ وما لنا الا نتوكل على اللّه } الاية ثم قل ان كنتم مؤمنين فكفوا شركم واذا كمعنا ثم رشه حول فراشك فانك تبيت آمنا من شرهم

ولابن ابى الدنيا فى التوكل له ان عامل افريقية كتب الى عمر بن عبد العزيز يشكو اليه الهوام والعقارب فكتب اليه وما على احدكم اذا امسى واصبح ان يقول وما لنا ان لا نتوكل على اللّه الآية

قال زرعة ابن عبد اللّه احد رواته وينفع من البراغيث كذا فى المقاصد الحسنة

قال بع العارفين ان ما اخذ اللّه على الكلب اذا قرئ عليه

{ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد } لم يؤذ ومما اخذ اللّه على العقرب انه اذا قرئ عليها

{ سلام على نوح فى العالمين } لم تؤذ ومما اخذ اللّه على البراغيث

{ وما لنا ان لا نتوكل على اللّه } الآية ومن اراد الامن من شرها فليأخذ ماء ويقرأ عليه هذه الآية سبع مرات ثم ليقل سبع مرات ان كنتم آمنتم باللّه فكفوا شركم عنا ايتها البراغيث ويرشه حول مرقده

غنيمت شمارند مردان دعا ... كه جوشن بود بيش تيربلا

﴿ ١٢