١٥

{ واستفتحوا } معطوف على فاوحى والضمير للرسل اى استنصروا اللّه وسألوه الفتح والنصرة على اعدائهم او للكفار

{ وخاب كل جبار عنيد } اى فنصروا عند استفتاحهم وظفروا بما سألوا وافلحوا وخسر عند نزول العذاب قومهم المعاندون فالخيبة بمعنى كطلق الحرمان دون الحرمان من المطلوب وان كان الاستفتاح من الكفرة فهى بمعنى الحرمان من المطلوب غير الطلب وهو واقع حيث لم يحصل ما توقعوه لانفسهم الا لاعدائهم وهذا كمال الخيبة التى عدم نيل المطلوب وانما قيل

{ وخاب كل جبار عنيد } ذما لهم وتسجيلا عليهم بالتجبر والعناد لا ان بعضهم ليسوا كذلك وانه لم تصبهم الخيبة والجبار الذى يجبر الخلق على مراده والمتكبر عن طاعة اللّه او المجانب للحق المعاجى لاهله

وقال الكاشفى [ نوميد ماند وبى بهره كشت از خلاص هركردنكشى كه ستيزنده شود باحق يا معرض از طاعت او ]

قال الامام الدميرى فى حياة الحيوان حكى الماوردى فى كتاب ادب الدنيا والدين ان الوليد بن يزيد بن عبد الملك تفاءل يوما فى المصحف فخرج قوله تعالى { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد } فمزق المصحف وانشأ يقول

أتوعد كل جبار عنيد ... فها انا ذاك جبار عنيد

اذا ما جئت الى ربك يوم حشر ... فقل يا رب مزقنى الوليد

فلم يلبث اياما حتى قتل شر قتلة وصلب رأسه على قصره ثم على سور بلده انتهى

قال فى انسان العيون مروان كان سببا لقتل عثمان رضى اللّه عنه وعبد الملك ابنه كان سببا لقتل عبد اللّه بن الزبير رضى اللّه عنه ووقع من الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفظيعة انتهى

يقول الفقير رأسى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بنى امية فى صورة القردة فلعنهم فقال ( ويل لبنى امية ) ثلاث مرات ولم يجيئ منهم الخير والصلاحالا من اقل القليل وانتقلت دولتهم بمعاونة ابى مسلم الخراسانى الى آل العباس وقد رآهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتعاورون منبره فسره ذلك وتفصيله فى كتاب السير والتواريخ

﴿ ١٥