١٣

{ لا يؤمنون به } اى بالذكر وهو بيان للجملة السابقة واختار المولى ابو السعود رحمه اللّه ان يكون ذلك اشارة الى ما دل عليه الكلام السابق من القاء الوحى مقرونا بالاستهزاء وان يعود ضمير نسلكه به والى الذكر على ان يكون لا يؤمنون به حالا من ضمير نسلكه . والمعنى اى مثل ذلك المسلك الذى سلكناه فى قلوب اولئك المستهزئين برسلهم وبما جاءوا به من الكتب نسلك الذكر فى قلوب المجرمين جال جونها مكذبا غير مؤمن به لانهم كانوا يسمعون القرآن بقراءة النبى صلّى اللّه عليه وسلّم فيدخل فى قلوبهم ومع ذلك لا يؤمنون لعدم استعدادهم لقبول الحق لكونهم من اهل الخذلان : قال السعدى قدس سره

كسى را كه بندار در سر بود ... مبندار هر كزكه بشنود

زعلمش ملال آيد ازوعظ ننك ... شقائق بباران نرويد ز سنك

قال سعدى المفتى مكذبا اى حال الالقاء من فير توقف كقوله تعالى

{ فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به } اى فى ذلك الزمان من غير توقف وزتفكر فلا حاجة الى جعلها حالا مقدرة اى كما فعله الطيبى

وفى التأويلات النجمية

{ كذلك نسلكه } اى الكفر

{ فى قلوب المجرمين لا يؤمنون به } بواسطة جرمهم فان الجرم يسلك الكفر فى القلوب كما يسلك الايمان بالعمل الصالح فى القلوب نظيره

{ بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا } { وقد خلت سنن الاولين } اى قد مضت طريقتهم التى سنها اللّه فى اهلاكهم حين فعلوا ما فعلوا من التكذيب والاستهزاء : يعنى [ هركه ازايشان هلاك شده بترك قبول حق وتكذيب رسل بوده ] وفيه وعيد لاهل مكة على استهزائهم وتكذيبهم

نه هر كز شنيدم درين عمر خويش ... كه برمردرا نيكى آمد به بيش

﴿ ١٣