|
١١ { ويدع الانسان بالشر } ويدعو اللّه عند غضبه بالشر واللعن والهلاك على نفسه واهله وخدمه وماله . والمراد بالانسان الجنس اسند اليه حال بعض افراده او حكى عنه حاله فى بعض احيانه وحذفت واو يدع ويمح وسندع لفظا كياء سوف يؤت اللّه ويناد المناد وما تغن النذر وصلا لاجتماع الساكنين ووقفا وهى مرادة معنى حملا للوقف على الوصل ولو وقف عليها اضطرار الوقف بلا واو فى ثلاثتها اتباعا للامام كما فى الكواشى { دعاء بالخير } مثل دعائه بالخير والرزق والعافية والرحمة ويستجاب له فلو استجيب له اذا دغا باللعن كما يجاب له بالخير لهلك او يدعوه بما يحسبه خيرا وهو شر فى نفسه فينبغى ان يدعو بما هو خير عند اللّه تعالى لا بما يشتهيه { وكان الانسان } بحسب جبلته { عجولا } يسارع الى طلب ما يخطر بباله ولا ينظر عاقبته ولا يتأنى الى ان يزول عنه ما يعتريه. قال الكاشفى [ تعجيل دارد دار انقلاب ازحالى بحالى نه درسرا تحمل دارد ونه در ضرا نه دركرمان شكيباست ونه درسرما ]. واعلم ان الدعاء اما بلسان الحقيقة واما باعتبار السيئة المفضية الى الشر الموجبة له فالانسان عجول قولا وفعلا يتمادى فى الاعمال الموجبة للشر والعذاب وفى الحديث ( المؤمن وقاف والمنافق وثاب ) قال آدم عليه السلام لاولاده كل عمل تريدون ان تعملوا فقفوا له ساعة فانى لو وقفت ساعة لم يكن اصابنى ما اصابنى قال اعرابى اياكم والعجلة فان العرب تكنيها ام الندامات : وفى المثنوى بيش سك جون لقمة ثان افكنى ... بوكندوا انكه خورد اى مقتنى او بينى بوكند ما باخرد ... هم ببو ئيمش بعقل منتقد قيل العجلة من الشيطان الا فى ستة مواضع اداء الصلاة اذا دخل الوقت ودفن الميت اذا حضر وتزويج البكر اذا ادركت وقضاء الدين اذا وجب واطعام الضيف اذا نزل وتعجيل التوبة اذا اذنب. ثم شرع فى بيان بعض الهداية التكوينية التى اخبر بها القرآن الهادى فقال |
﴿ ١١ ﴾