١٣

{ وكل انسان } مكلف مؤمنا كان او كافرا ذكرا او انثى عالما او اميا سلطانا او رعية حرا او عبدا

{ الزمناه } الالزام [ لازم كردن ]

{ طائره } اى عمله الاصدر عنه باختياره حسبما قدر له كانه طار اليه من عشر الغيب ووكر القدر

{ فى عنقه } تصوير لشدة اللزوم وكمال الارتباط اى الزمناه عمله بحيث لا يفارقه ابدا بل يلزمه لزوم القلادة والغل للعنق لا ينفك عنه بحال

كه هرنيك وبدى كان ازمن آيد ... مرا ن كام غل در كردن آيد

قال فىلاسئلة المقحمة كيف خص العنق بالزامة الطائر الجواب لان العنق موضع السماء والقلائد مما يزين او يشين فينسبون الاشياء اللازمة الى الاعناق يقال هذا فى عنقى وفى عنقك انتهى.

وفى حياة الحيوان انهم قالوا تقلدها طوق الحمامة الهاء كناية عن الخضلة القبيحة اى تقلد طوق الحمامة لانه لا يزايلها ولا يفارقها كما لا يفارق الطوق الحمامة ومثل قوله تعالى

{ وكل انسان الزمناه طائره فى عنقه } ان عمله لازم له لزوم القلادة والغل لا ينفك عنه انتهى.

قال فى التأويلات النجمية يشير الى ما طار لكل انسان فى الازل وقدر بالحكمة الازلية والارادة القديمة من السعادة والشقاوة وما يجرى عليه من الاحكام المقدرة والاحزال التى جرى بها القلم من الخلق والخلق والرزق والاجل من صغائر الاعمال وكبائرها المكتوبة له وهو بعد فى العدم وطائره ينتظر وجوده فلما اخرج كل انسان رأسه من العدم الى الوجود وقع طائره فى عنقه ملازما له فى حياته ومماته حتى يخرج من قبره يوم القيامة وهو فى عنقه وهو قوله

{ ونخرج له } اى لكل انسان

{ يوم القيامة } والبعث للحساب

{ كتابا } مسطورا فيه عمله نقيرا وقطميرا وهو مفعول نخرج

{ يلقيه } الانسان اى يجده ويراه

{ منشورا } مفتوحا بعدما كان مطويا صفتان لكتابا او الاول صفة والثانى حال.

قال الحسن بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان فهما عن يمينك وعن شمالك . فاما الذى عن يمينك فيحفظ حسناتك .

واما الذى عن شمالك فيحفظ سيأتك حتى اذ مت طويت صحيفتك وجعلت معك فى قبرك حتى تخرج لك يوم القيامة . يعنى [ جون آدمى درسكرات افتد نامه عمل او در بيجند وجون مبعوث كردند باز كشاده بدست وى دهند ].

﴿ ١٣