|
٦٩ { قال } موسى عليه السلام { ستجدنى } [ زود باشدكه يابى مرا ] { ان شاء اللّه صابرا } معك غير معترض عليك والصبر الحبس يقال صبرت نفسى على كذا اى حبستها وتعليق الوعد بالمشيئة اما كلبا لتوفيقه فى الصبر ومعونته واو تيمنا به او علما منه بشدة الامر وصعوبته فان الصبر من مثله عند مشاهدة الفساد شديد جدا لا يكون الا بتأييد اللّه تعالى. وقيل انما استثنى لانه لم يكن على ثقة فيما التزم من الصبر وهذه عادة الصالحين. ويقال ان امزجة جميع الانبياء البلغم الا موسى فان مزاجه كان المرة . فان قلت ما معنى قول موسى للخضر { ستجدنى } الآية ولم يصبر وقول اسماعيل عليه السلام { ستجدنى ان شاء اللّه من الصابرين } فصبر. قال بعض العلماء لان موسى جاء صحبة الخضر بصورة التعلم والمتعلم لا يصر اذا رأى شيأ حتى يفهمه بل يعرتض على استاذه كما هو دأب المتعلمين واسماعيل لم يكن كذلك بل كان فى معرض التسليم والتفويض الى اللّه تعالى وكلاهما فى مقامهما واقفان. وقيل كان فى مقام الغيرة والحدة والذبييح فى مقام الحكم والصبر. قال بعض العارفين قال الذبيح من الصابرين ادخل نفسه فى عداد الصابرين فدخل وموسى عليه السلام تفرد بنفسه وقال صابرا فخرج والتفويض من التفرد اسلم واوفق لتحصيل المقام ووصول المرام { ولا اعصى لك امرا } عطف على صابرا اى ستجدنى صابرا وغير عاص اى لا اخالفك فى شئ ولا اترك امرك فيما امرتنى به وفى عدم هذا الوجدان من المبالغة ما ليس فى الوعد بنفس الصبر وترك العصيان. وفى التأويلات النجمية معتقدا له فى جميع حالاته وان شاهد منه معاملة غير مرضية بنظر عقله وشرعه فلا ينكره بها ولا يسيئ الظن فيه بل يحسن فيه الظن ويعتقد انه مصيب فى معاملاته مجتهد فى آرائه وانما الخطأ من قصور نظرى وسخافة عقلى وقلة علمى. |
﴿ ٦٩ ﴾