|
٥ { الا الذين تابوا } استثناء من الفاسقين { من بعد ذلك } اى من بعد ماقترفوا ذلك الذنب العظيم { واصلحوا } اعمالهم بالتدارك ومنه الاستسلام للحد والاستحلال من المقذوف { فان اللّه غفور رحيم } عليل لما يفيده الاستثناء من العفو عن المؤاخذة بموجب الفسق كأنه قيل فحينئذ لا يؤاخذهم اللّه بما فرط منهم ولا ينظمهم فى سلك الفاسقين لانه مبالغ فى المغفرة والرحمة ، وفى الآية اشارة الى غاية كرم اللّه ورحمته على عبادة بان يستر عليهم ماراد بعضهم اظهاره على بعض ولم يظهر صدق احدهما او كذبه ولتأديبهم اوجب عليهم الحد ورد قبول شهادتهم ابدا وسماهم الفاسقين وليتصفوا بصفاته السارية والكريمية والرحيمية فيما يسترون عيوب اخوانهم المؤمنين ولا يبتعوا عوراتهم وقد شدد النبى على من يتبع عورات المسلمين ويفشى اسرارهم فقال ( يامعشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فانه من يتبع عوراتهم يفضحه اللّه يوم القيامة على رؤس الاشهاد ) وقال عليه السلام ( من ستر على مسلم ستر اللّه عليه فى الدنيا والآخرة ) قال الشيخ سعدى منه عيب خلق فروماية بيش ... كه جشمت فرودوز دازعيب خويش كرت زشت خويى بود درسرشت ... نه بينى زطاوس جزياى زشت طريق طلب كزعقوبت رهى ... نه حرفى كه انكشت بروى نهى وفى الآية اشارة ايضا الى كما عنايته تعالى فى حق عباده بانه يقبل توبتهم بعد ارتكاب الذنوب العظام ولكن بمجرد التوبة لا يكون العبد مقبولا الا بشرط ازالة فساد حاله واصلاح اعماله ، قال بعضهم علامة تصحيح التوبة وقبولها ما يعقبها من الصلاح والتوبة هى الرجوع من كل ما يذمه لعلم واستصلاح ما تعدى فى سالف الازمنة ومداومتها باتباع العلم ومن لم يعقب توبته الصلاح كانت توبة بعيدة عن القبول فراشوا جوبينى در صلح باز ... كه ناكه درتوبه كردد فراز مروزير بار كناه اى بشر ... كه حمال عاجز بود درسفر بهشت اوستاندكه طاعت برد ... كرا نقد بايد بضاعت برد اكرمرغ دولت زقيدت بجست ... هنوزش سر رشته دارى بدست اى فاسع الى اصلاح عملك قبل حلول اجلك. |
﴿ ٥ ﴾