|
٩ { وان ربك لهو العزيز } الغالب القادر على الانتقام من الكفرة { الرحيم } المبالغ فى الرحمة ولذلك يمهلهم ولا يأخذهم بغتة ، وقال فى كشف الاسرار يرحم المؤمن الذين هم الاقل بعد الاكثر. وفى التأويلات النجمية بعزته قهر الاعداء العتاة وبرحمته ولطفه ادرك اولياء بجذبات العناية ، وعن السرى السقطى قدس سره قال كنت يوما اتلكم بجامع المدينة فوقف علىّ شاب حسن الشباب فاخر الثياب ومعه اصحابه فسمعنى اقول فى وعظى عجبا لضعيف يعصى قويا فتغير لونه فانصرف فلما كان الغد جلست فى مجلسى واذا به قد اقبل فسلم وصلى ركعتين وقال يسارى سمعتك بالامس تقول عجبا لضعيف كيف يعصى قويا فما معناه فقلت لا اقوى من اللّه ولا اضعف من العبد وهو يعصيه فنهض فخرج ثم اقبل من الغد وعليه ثوبان ابيضان وليس معه احد فقال ياسرى كيف الطريق الى اللّه تعالى فقلت ان اردت العبادة فعليك بصيام النهار وقيام الليل وان اردت اللّه فاترك كل شىء سواه تصل اليه وليس الا المساجد والمحراب والمقابر فقام وهو يقول واللّه لاسلكت الا اصعب الطرق وولى خارجا فلما كان بعد ايام اقبل الىّ غلمان كثير فقلوا ما فعل احمد بن يزيد الكاتب فقلت لاعرف الا رجلا جاءنى من صفته كذا وكذا وجرى لى معه كذا وكذا ولا اعلم حاله فقالوا باللّه عليك متى عرفت حاله فعرفنا ودلنا على داره فبقيت سنة لاعرف له خبرا فبينا انا ذات ليلة بعد العشاء الآخرة جالس فى بيتى اذ بطارق يطرق الباب فاذنت له فى الدخول فاذا بالفتى عليه قطعة من كساء فى وسطه واخرى على عاتقه ومعه زنبيل فيه نوى فقبل بين عينى وقال يا سرى اعتقك اللّه من النار كما اعتقنى من رق الدنيا فاومأت الى صاحبى ان امضى الى اهله فاخبرهم فمضى فاذا زوجته قد جاءت ومعها ولده وغلمانه فدخلت والقت الولد فى حجره وعليه حلى وحلل وقالت ياسيدى ارملتنى وانت حىّ وايتمت ولدك وانت حىّ قال السرى فنظر الىّ وقال يا سرى ماهذا وفاء ثم اقبل عليها وقال واللّه انك لثمرة فؤادى وحبيبة قلبى وان هذا ولدى لاعز الخلق علىّ غير ان هذا السرى اخبرنى ان من اراد اللّه قطع كل ما سواه ثم نزع ماعلى الصبى وقال ضعى هذا فى الاكباد الجائعة والاجساد العارية وقطع قطعة من كسائه فلف فيها الصبى فقالت المرأة لا ارى ولدى فى هذه الحالة وانتزعته منه فحين رأها قد اشتغلت به نهض وقال ضيعتم علىّ ليلتى بينى وبينكم اللّه وولى خارجا وضجت المرأة بالبكاء فقالت ان عدت ياسرى سمعت له خبرا فاعلمنى فقلت ان شاء اللّه فلما كان بعد ايام اتتنى عجوز فقالت ياسرى بالشونيزبة غلام يسألك الحضور فمضيت فاذا به مطروح تحت رأسه لبنة فسلمت عليه ففتح عينيه وقال ترى يغفر تلك الجنايات فقلت نعم قال يغفر لمثلى قلت نعم قال انا غريق قلت هو منجى الغرقى فقال على مظالم فقلت فى الخبر انه يؤتى بالتائب يوم القيامة ومعه خصومه فيقال لهم خلوا عنه فان اللّه تعالى يعوضكم فقال ياسرى معى دارهم من لقط النوى اذا انامت فاشتر ما احتاج الهي وكفنى ولا تعلم اهلى لئلا يغيروا كفنى بحرام فجلست عنده قليلا ففتح عليه وقال لمثل هذه فليعمل العاملون ثم مات فاخذت الدراهم فاشتريت ما يحتاج اليه ثم سرت نحوه فاذا الناس يهرعون اليه فقلت مالخبر فقيل مات ولىّ من اولياءي اللّه نريد ان نصلى عليه فجئت فغسلته ودفناه فلما كان بعد مدة وفد اهله يستعلمون خبره فاخبرتهم بموته فاقبلت امرأته باكية فاخبرتها بحاله فسألتنى ان اريها قبره فقلت اخاف ان تغيروا اكفانه قالت لا واللّه فاريتها القبر فبكت وامرت باحضار شاهدين فاحضرا فاعتقت جواريه ووقفت عقارها وتصدقت بمالها ولزمت قبره حتى ماتت رحمة اللّه عليهما جون كند كحال عنايت ديده باز ... اينجنين باشد بدنيا اهل راز |
﴿ ٩ ﴾