| ٩ { ياموسى انه } اى الشان { انا اللّه } جملة مفسرة للشان { العزيز الحكيم } اى القوى القادر على مايبعد من الاوهام الفاعل كل مايفعله بحكمه وتدبير تام ، قال فى الاسئلة المقحمة قوله { انه انا اللّه } سمعه من الشجرة فدل ذلك على حدوثه لان المسموع من الجهات علامة الحدوث والجواب نحن ننزه كلام اللّه تعالى عن الجهة والمكان كما نحن ننزه ذاته عن الجهة والمكان فكذلك ننزه كلامه عن الاصوات والحروف وانما كان سمع كلام اللّه لموسى حصل من جانب الشجرة فالشجرة ترجع الى سماع موسى لا الى اللّه تعالى ، فان قلت كيف سمع موسى كلام اللّه من غير صوت وحرف وجهة ، قلت ان كان هذا سؤالا عن كيفية الكلام فهذا لايجوز فان سؤال الكيفية محال فى ذات اللّه وصفاته اذ لايقال كيف ذاته من غير جسم وجوهر وعرض وكيف علمه من غير كسب وضرورة وكيف قدرته من غير صلابة وكيف ارادته من غير شهوة وامنية وكيف تكلمه من غير صوت وحرف وان كان سؤال الكيفية عن سماع موسى قلنا خلق اللّه لموسى علما ضروريا علم به ان الذى سمعه هو كلام اللّه القديم الازلى من غير حرف ولا صوت ولاجهة وقد سمعه من الجوانب الستة فصار جميع جوارحه كسمعه اى صار الوجود كله سمعا ثم يصير فى الآخرة كذلك والكامل الواصل له حكم الآخرة فى الدينا | 
﴿ ٩ ﴾