٤ { ان فرعون علا فى الارض } فهو استئناف مبين لذلك البعض وتصديره بحرف التأكيد للاعتناء بتحقيق مضمون مابعده والعلو الارتفاع : وبالفارسية [ بلند شدن كردن كشى كردن ] اى تجبر وطغى فى ارض مصر وجاوز الحدود المعهودة فى الظلم والعدوان ، قال فى كشف الاسرار [ از اندازه خويش شد ] ، وقال الجنيد قدس سره ادعى ماليس له { وجعل اهلها } [ وكردانيد اهل مصررا ازقبطيان وسبطيان ] { شيعا } جمع شيعة بالكسر وهو من يتقوى بهم الانسان وينتشرون عنه لان الشياع الانتشار والتقوية يقال شاع الحديث اى كثر وقوى شاع القوم انتشروا وكثروا . والمعنى فرقا يشيعونه ويتبعونه فى كل مايريد من الشر والفساد او اصنافا فى استخدامه يستعمل كل صنف فى عمل من بناء ةوحرث وحفر وغير ذلك من الاعمال الشاقة ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية ، قال فى كشف الاسرار كان القبط احدى الشيع وهم شيعة الكرامة { يستضعف } الاستضعاف [ ضعيف وزبون يافتن وشمردن يعنى زبون كرفت ومقهور رساخت ] { طائفة منهم } [ كروهى ازايشان ] ، والجملة حال من فاعل جعل او استئناف كأنه قيل كيف جعلهم شيعا فقال يسضعف طائفة منهم اى من اهل مصر وتلك الطائفة بنو اسرائيل ومعنى الاستضعاف انهم عجزوا وضعفوا عن دفع مابتلوا به عن انفهسم { يذبح ابناءهم ويستحيى نساءهم } بدل من الجملة المذكورة واصل الذبح شق حلق الحيوان والتشديد للتكثير والاستحياء الاستبقاء . والمعنى يقتل بعضهم اثر بعض حتى قتل تسعين الفا من ابناء بنى اسرائيل صغارا وبترك البنات احياء لاجل الخدمة وذلك لان كاهنا قال له يولد فى بنى اسرائيل مولود يذهب ملكك على يده وذلك كان من غاية حمقه اذلو صدق فمافائدة القتل وان كذب فما وجهه كما روى عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد وقد قارب البلوغ فقال له رسول اللّه ( أتشهد انى رسول اللّه ) فقال لا بل اتشهد انى رسول اللّه فقلت ذرنى يارسول اللّه اقتله عن ظن انه الدجال فقال عليه السلام ( ان يكنه فلن تسلط عليه ) يعنى ان يكن ابن الصياد هو الدجال فلن تسلط على قتله لانه لايقتله الا عيسى ابن مريم ( وان لايكنه فلا خير لك فى قلته ) { انه كان من المفسدين } اى الراسخين فى الافساد ولذلك اجترأ على قتل خلق كثير من المعصومين |
﴿ ٤ ﴾