٥ { يدبر الامر من السماء الى الارض } التدبير التفكر فى دبر الامور والنظر فى عاقبتهما : وبالفارسية [ انديشه كردن در عاقبت كار ] وهو بالنسبة اليه تعالى التقدير وتهيئة الاسباب وله تعالى مدبرات سماوية كما قال فالمدبرات امرا فجبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل بالقطر والنبات وملك الموت بقبض الانفس واسرافيل ينزل عليهم بالامور . والمعنى يدبر اللّه تعالى امر الدنيا باسباب سماوية كالملائكة وغيرها نازلة آثارها الى الارض واضاف التدبير الى ذاته اشارة الى ان تدبير العباد عند تدبيره لا اثر له { ثم يعرج اليه } العروج ذهاب فى صعود من عرج بفتح الراء يعرج بضمها صعد اى يصعد ذلك الامر اليه تعالى ويثبت فى علمه موجودا بالفعل { فى يوم كان مقداره } [ اندازة آن ] { الف سنة مما تعدون } اى فى برهة من الزمان متطاولة والمراد بيان طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان وقال بعضهم { يدبر الامر } [ ميسازد كار دنيا يعنى حكم ميكند بدان وميفرستد ملكى راكه موكلست بدان { من السماء } از آسمان { الى الارض } بسوى زمين بس ملك مى آيد وآن كار بجاى مى آرد بس عروج ميكند بسوى اسمان در روزى كه هست اندازة او هزار سال از آنجه شما شماره ميكنيد سالى دوازده ماه وماهى سى روز يعنى فرشته فروة مى آيد از آسمان وبالا ميرود درميدتى كه اكر آدمى رود آيد جزهزار سال ميسر نشود زيرا كه از زمين تا آسمان بانصد ساله راهست بس مقدار نزول وعروج هزار بود ] واما قوله فى سورة المعارج { فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة } فاراد به مدة المسافة بين سدرة المنتهى والارض ثم عوده الى السدرة فالملك يسيره فى قدر يوم واحد من ايام الدنيا فضمير اليه حينئذ راجع الى مكان الملك يعنى المكان الذى امره اللّه تعالى ان يعرج اليه وقال بعضهم يدبر اللّه امر الدنيا مدة ايام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء الى الارض ثم يعود الامر والتدبير اليه حين ينقطع امر الامراء وحكم الحكام وينفرد اللّه بالامر فى يوم اى يوم القيامة كان مقداره الف سنة لان يوما من ايام الآخرة مثل الف سنة من ايام الدنيا كما قال تعالى { وان يوما عند ربك كالف سنة } فمعنى خمسين الف سنة على هذا ان يشتد على الكافرين حتى يكون كخمسين الف سنة فى الطول ويسهل على المؤمنين حتى يكون كقدر صلاة مكتوبة صلاها فى الدنيا فقيامه كل واحد على حسب ما يليق بمعاملته ففى الحشر مواقف ومواطن بحسب الاشخاص من جهة الاعمال والاحوال والمقامات يقول الفقير قد اختلف العلماء فى تفسير هذه الاية على وجوه شتى وسكت بعضهم تفويضا لعلمها الى اللّه تعالى حيث ان كل ما ذكر فيها يقبل نوعا من الجرح ويشعر بشئ من القصور ولا شك عند العلماء باللّه ان لليوم مراتب واحكاما فى الزمان فيوم كالآن وهو الجزء الغير المنقسم المشار اليه بقوله تعالى { كل يوم هو فى شأن } ثم ينفصل منه اليوم الذى هو كالف سنة وهو يوم الآخرة ويوم الرب ثم ينفصل منه اليوم الذى هو كخمسين ألف سنة وهو يوم القيامة فاللّه تعالى يمتحن عباده بما شاء فيتقدر لهم اليوم بحسبه ومنهم من يكون حاله اسرع من لمح البصر كما قال { وما امرنا الا واحدة كلمح البصر } وهو سر اليوم الشأنى المذكور . ثم ان الملائكة مقامات علوية معلومة فى عالم ملكوت فربما ينزل بعضهم من المصعد المعلوم الى مسقط الامر فى اقل من ساعة بل فى لمحة كجبريل عليه السلام فانه كان ينزل من سدرة المنتهى التى اليها ينزل الاحكام ويصعد الاعمال الى النبى عليه السلام كذلك وربما بنزل فى اكثر منها وانما يتفاوت النزول والعروج باعتبار المبدأ فاذا اعتبر السماء الدنيا التى هى مهبط احكام السدرة قدر مدتهما بالف سنة واذا اعتبر سدرة المنتهى التى هى مهبط احكام العرش قدرت باكثر منها ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضا دل قوله { تعرج الملائكة والروح } الآية على ان الفاعل يعرج فى آية سورة السجدة ايضا الملك وانما قال اليه اى الى اللّه مع انه لم يكن للحق مكان ومنتهى يمكن العروج اليه اشارة الى التقرب وشرف العندية المرتيبية وحقيقته الى المقسام العلوى المعين له هذا ما سخ لى والعلم عند اللّه الملك العلى وفى التأويلات النجمية هو الذى { يدبر الامر من السماء } اى امركن طبق سماء الروح والقلب { الى الارض } ارض النفس والبدن بتدبر الامر { ثم يعرج اليه } النفس المخاطبة بخطاب ارجعى الى ربك { فى يوم } طلعت فيه شمس واشرقت الارض بنور جذبات الحق تعالى { كان مقداره } فى العروج بالجذبة { كألف سنة مما تعدون } من ايامكم فى السير من غير جذبة كما قال عليه السلام ( جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين ) انتهى وفى كشف الحقائق للشيخ النسفى قدس سره [ بدانكه نفس جزؤى اوجى دارد حضيضى دارد اوج وى فلك نهم است كه فلك الافلاك محيط عالمست وحضيض وى خاكست كه مركز عالمست ونزولى دارد وعروجى دارد ونزول وى آمدنست بخاك { تنزل الملائكة والروح } وعروج وى باز كشتن است بفلك الافلاك { تعرج الملائكة والروح } ومدت آمدن ورفتن از هزار سال كم نيست واز بنجاه هزار سال زيادة نيست ] تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة انتهى |
﴿ ٥ ﴾