١٣

{ واذ قالت طائفة منهم } هم اوس بن قيظى ومن تبعه فى رأيه : وبالفارسية [ وانرا نيز ياد كنيد كه كفتند كروهى ازمنافقان ]

{ يا اهل يثرب } [ اى مردان مدينة ] هو اسم للمدينة المنورة لا ينصرف للتعريف وزنة الفعل وفيه التأنيث وقد نهى النبى عليه السلام ان تسمى المدينة بيثرب وقال هى طيبة او طابة والمدينة كانه كره هذا اللفظ لان يثرب يفعل من التثريب وهو اللوم الذى لا يستعمل الا فيما يكره غالبا ولذلك نفاه يوسف الصديق عليه السلام حيث قال لاخوته

{ لا تثريب عليكم اليوم } وكأن المنافقين ذكروها بهذا الاسم مخالفة له عليه السلام فحكى اللّه عنهم كما قالوا

وقال الامام السهيلى سميت يثرب لان الذى نزلها من العماليق اسمه يثرب بن عبيل بن مهلايل بن عوص بن عملاق ابن لاود بن ارم وعبيل هم الذين سكنوا الجحفة وهى ميقات الشاميين فاجحفت بهم السيول فيها اى ذهبت بهم فسميت الجحفة

وقال بعضهم هى من الثرب بالتحريك وهو الفساد وكان فى المدينة الفساد واللؤم بسبب عفونة الهواء وكثرة الحمى فلما هاجر رسول اللّه كره ذلك فسماها طيبة على وزن بصرة من الطيب وقد افتى الامام مالك رحمه فيمن قال تربة دفن فيها رسول اللّه يزعم انها غير طيبة وفى الحديث ( من سمى المدينة بيثرب فليستغفر اللّه فليستغفر اللّه هى طيبة هى طيبة ) وقوله عليه السلام حين اشار الى دار الهجرة ( لا اراها الا يثرب ) ونحو ذلك من كل ما وقع فى كلامه عليه السلام من تسميتها بذلك كان قبل النهى عن ذلك . وانما سميت طيبة لطيب رائحة من مكث بها وتزايد روائح الطيب بها ولا يدخلها طاعون ولا دجال ولا يكون بها مجذوم لان ترابها يشفى الجذام وهو كغراب علة تحدث من انتشار السوداء فى البدن كله فيفسد مزاج الاعضاء وهيآتها وربما انتهى الى تأكل الاعضاء وسقوطها عن تقرّح

{ لا مقام لكم } لا موضع اقامة لكم ههنا لكثرة العدو وغلبة الاحزاب يريدون المعسكر بالفارسية [ لشكركاه ] فهو مصدر من اقام

{ فارجعوا } اى الى منازلكم بالمدينة ومرادهم الامر بالفرار لكنهم عبروا عنه بالرجوع وترويجا لمقالهم وايذانا بانه ليس من قبيل الفرار المذموم وقد ثبطوا الناس عن الجهاد والرباط لنفاقهم ومرضهم ولم يوافقهم الا امثالهم فان المؤمن المخلص لا يختار الا اللّه ورسوله

وفيه اشارة الى حال اهل الفساد والافساد فى هذه الامة الى يوم القيام نسأل اللّه تعالى ان يقيمنا على نهج الصواب ويجعلنا من اهل التواصى بالحق والصبر دون التزلزل والاضطراب

{ ويستأذن فريق منهم النبى } [ ودستورئ رجوع ميطلبند ازيغمبر كروهى از منافقان ] يعنى بنى حارثة وبنى سلمة

{ يقولون } بدل من يستأذن

{ ان بيوتنا } فى المدينة

{ عورة } بجزم الواو فى الاصل اطلقت على المختل مبالغة يقال عور المكان عورا اذا بدا فيه خلل يخاف منه العدو والسارق وفلان يحفظ عورته اى خلله والعورة ايضا سوءة الانسان وذلك كناية واصلها من العار وذلك لما يلحق فى ظهورها من العار اى المذمة ولذلك سمى النساء عورة ومن ذلك العوراء للكلمة القبيحة.

والمعنى انها غير حصينة متخرّقة ممكنة لمن ارادها فأذن لنا حتى نحصنها ثم نرجع الى العسكر وكان عليه السلام يأذن لهم

{ وما هى بعورة } اى والحال انها ليست كذلك بل هى حصينة محرزة

{ ان يريدون } ما يريدون بالاستئذان

{ الافرارا } من القتال

﴿ ١٣