٤٦

{ وداعيا الى اللّه } اى الى الاقرار به وبوحدانيته وبسائر ما يجب الايمان به من صفاته وافعاله

وفيه اشارة الى ان نبينا عليه السلام اختص برتبة دعوة الخلق الى اللّه من بين سائر الانبياء والمرسلين فانهم كانوا مأمورين بدعوة الخلق الى الجنة وايضا دعا الى اللّه لا الى نفسه فانه افتخر بالعبودية ولم يفتخر بالربوبية ليصح له بذلك الدعاء الى سيده فمن اجاب دعوته صارت الدعوة له سراجا منيرا يدله على سبيل الرشد ويبصر عيوب النفس وغيها

{ باذنه } اى بتيسيره وتسهيله فاطلق الاذن واريد به التيسير مجازا بعلاقة السببية فان التصرف فى ملك الغير متعسر فاذا اذن تسهل وتيسر وانما لم يحمل على حقيقته وهو الاعلام باجازة الشئ والرخصة فيه لانفهامه من قوله ارسلناك وداعيا الى اللّه وقيد به الدعوة ايذانا بانها امر صعب لا يتأنى الا بمعونة وامداد من جانب قدسه كيف لا وهى صرف الوجوه عن سمت الخلق الى الخلاق وادخال قلاده غير معهودة فى الاعناق

قال بعض الكبار باذنه اى بامره لا بطبعك ورأيك وذلك فان حكم الطبع مرفوع عن الكمل فلا يدعون قولا ولا عملا الا بالفناء فى ذات اللّه عز وجل

{ وسراجا منيرا } السراج الزاهر بفتيلة : يعنى [ آتش بارده كه در فتيلة شمعست ] والسراج المنير بالفارسية [ جزاع روشن ودر خشان ]

اعلم ان اللّه تعالى شبه نبينا عليه السلام بالسراج لوجوه

الاول انه يستضاء به فى ظلمات الجهل والغواية ويهتدى بانواره الى مناهج الرشد والهداية كما يهتدى بالسراج المنير فى الظلام الى سمت المرام كما

قال بعضهم [ حق تعالى ييغمبر مارا جراغ خواند زيرا كه ضوء جراغ ظلمت را محو كند ووجود آن حضرت نيز ظلمت كفررا از عرصة جهان نابود ساخت ]

جراغ روشن از نور خدايى ... جها نرا داده از ظلمت رهايى

والثانى [ هرجه درخانه كم شود بنور جراغ باز توان يافت حقايقى كه ازمر دم بوشيده بود بنور اين جراغ بر مقتبسان انوار معرفت روشن كشت ]

ازو جانرا بدانش آشنا ييست ... وزو جشم جهانرا روشناييست

در كنج معانى بر كشاده ... وزان صاحب دلانرا مايه داده

والثالث [ جزاع اهل خانة سبب امن وراحتسن ودزدرا واسطة خجلت وعقوبت آن حضرت دوستانرا وسيلة سلامتست ومنكرانرا حسرت وندامت ]

والرابع ان السراج الواحد يوقد منه الف سراج ولات ينقص من نوره شئ وقد اتفق اهل الظاهر والشهود على ان اللّه تعالى خلق جميع الاشياء من نور محمد ولم ينقص من نوره شئ وهذا كما روى ان موسى عليه السلام قال يا رب اريد ان اعرف خزائنك فقال له اجعل على باب خيمتك نارا يأخذ كل انسان سراجا من نارك ففعل فقال هل نقص من نارك قال لا يا رب قال فكذلك خزائنى.

وايضا علوم الشريعة وفوائد الطريقة وانوار المعرفة واسرار الحقيقة قد ظهرت فى علماء امته وهى بحالها فى نفسه عليه السلام ألا ترى ان نور القمر مستفاد من الشمس ونور الشمس بحاله وفى القصيدة البردية

فانه شمس فضل هم كواكبها ... يظهرن انوارها للناس فى الظلم

تو مهر منيرى همه اخترند ... تو سلطان ملكى همه لشكرند

اى ان سيدنا محمدا عليه السلام شمس من فضل اللّه طلعت على العالمين والانبياء اقمارها يظهرن الانوار المستفادة منها وهى العلوم والحكم فى عالم الشهادة عند غيبتها ويختفين عند ظهور سلطان الشمس فينسخ دينه سائر الاديان . وفيه اشارة الى ان المقتبس من نور القمر كالمقتبس من نور الشمس : وفى المثنوى

كفت طوبى من رآنى مصطفى ... والذى يبصر لمن وجهى رأى

جون جراغ نور شمعى را كشيد ... هركه ديد آنرا يقين آن شمع ديد

همجين تا صد جراغ ار نقل شد ... ديدن آخر لقاى اصل شد

خواه ازنور بسين بستان توآن ... هيج فرقى نيست خواه از شمعدان

والخامس انه عليه السلام يضيئ من جميع الجهات الكونية الى جميع العوالم كما ان السراج يضيء من كل جانب وايضا يضيئ لامته كلهم كالسراج لجميع الجهات الا من عمى مثل ابى جهل ومن تبعه على صفته فانه لا يستضيئ بنوره ولا يراه حقيقة كما قال تعالى

{ وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون } حكى ان السلطان محمود الغزنوى دخل على الشيخ ابى الحسن الخرقانى قدس سره وجلس ساعة ثم قال يا شيخ ما تقول فى حق ابى يزيد البسطامى فقال الشيخ هو رجل من رآه اهتدى فقال السلطان وكيف ذلك وان ابا جهل رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يخلص من الضلالة قال الشيخ فى جوابه انه ما رأى رسول اللّه وانما رأى محمد بن عبد اللّه يتيم ابى طالب حتى لو كان رأى رسول اللّه لدخل فى السعادة اى رآه عليه السلام من حيث انه رسول معلم هاد لا من حيث انه بشر يتيم . والسادس انه عليه السلام عرج به من العالم السفلى الى العالم العلوى ومن الملك الى الملكوت ومن الملكوت الى الجبروت والعظموت بجذبة ( ادن منى ) الى مقام ( قاب قوسين ) وقرب ( او ادنى ) الى ان نوّر سراج قلبه بنور اللّه بلا واسطة ملك او نبى ومن هنا قال ( لى مع اللّه وقت لا يسعنى فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل ) لانه كان فى مقام الوحدة فلا يصل اليه احد الاعلى قدمى الفناء عن نفسه والبقاء بربه فناء بالكلية وبقاء بالكلية بحيث لا تبقى نار نور الالهية من حطب وجوده قدر ما يصعد منه دخان نفسى نفسى وما بلغ كمال هذه الرتبة الا نبينا عليه السلام فانه من بين سائر الانبياء يقول امتى امتى وحسبك فى هذا الحديث المعراج حيث انه عليه السلام وجد فى كل سماء نفرا من الانياء الىن بلغ السماء السابعة ووجد هناك ابراهيم عليه السلام مستندا الى سدرة المنتهى فعبر عنه مع جبريل الى اقصى السدرة وبقى جبرائيل فى السدرة فادلى اليه الرفرف فركب عليه فاداه الى قاب قوسين او ادنى فهو الذى جعل اللّه له نورا فارسله الى الخلق وقال

{ قد جاءكم من اللّه نور } فاذن له ان يدعو الخلق الى اللّه بطريق متابعته فانه من يطع الرسول حق اطاعته فقد اطاع اللّه والذين يبايعونه انما يبايعون اللّه يدا اللّه فوق ايديهم فان يده فانية فى يد اللّه باقية لها وكذلك جميع صفاته تفهم ان شاء اللّه وتنتفع بها ووصفه تعالى بالانارة حيث قال

{ منيرا } لزيادة نوره وكماله فيه فان بعض السرج له فتور لا ينير

قال الكاشفى

{ منيراً } [ تأكيداست يعنى توجراغى نه جون جرا غهاى ديكر كه آن جراغها كاهى مرده باشد وكاهى افروخته واز تو ازوال تا آخر وروشنى جراغها ببادى مقهور شود وهييج كس نور ترا مغلوب نتواند ساخت ] كما قال تعالى

{ يريدون ليطفئوا نور اللّه بافواههم واللّه متم نوره ولو كره الكافرون } : وفى المثنوى

هركه برشمع خدا آرد بفو ... شمع كى ميرد بسوزد بوز او

كى شود دريا زبوز سك نجس ... كى شود خورشيد از بف منطمس

[ ديكر جراغها بشب نرو دهند نه بروز وتوشب ظلمت دنيارا بنور دعوت روشن ساختة وروز قيامت را نيز به برتو شفاعت روشن خواهى ساخت ]

شد بدنيا رخش جراغ افروز ... شب ما كشت ز التفاتش روز

باز فردا جراغ افروزد ... كه ازان جرم عاصيان سوزد

[ در كشف الاسرار فرموده كه حق سبحانه آفتاب را جراغ خواندكه

{ وجعلنا سراجا وهاجا } . وييغمبر مارا نيز جراغ كفت . آن جراغ آسمانست . واين جراغ زمين . آن جراغ دنياست . واين جراغ دين . آن جراغ منازل فلسكت . واين جراغ محافل ملك . آن جراغ آب كلست . واين جراغ جان ودل بطلوع . آن جراغ ازخواب بيدار شوند . وبظهور اين جراغ از خواب عدم برخاسته بعرصه كه وجود آمده اند ]

از ظلمات عدم راه كه برد ... كرنشدى نور تو شمع روان همه

[ واشارت بهمين معنى فرموده از اقليم عدم مى آمدى وييش رو آدم جراغى بود بردستش همه ازنور نخستينست ]

وقال بعضهم المراد بالسراج الشمس وبالمنير القمر جمع له الوصف بين الشمس والقمر دل على ذلك قوله تعالى

{ تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا } وانما جمل على ذلك لان نور الشمس والقمر اتم من نور السراج ويقا سماه سراجا ولم يسمه شمسا ولا قمرا لا ينقلان من موضع الى موضع بخلاف السراج الا ترى ان اللّه تعالى نقله عليه السلام من مكة الى المدينة

﴿ ٤٦