١١

{ ان اعمل } اى امرناه بان عمل على ان ان مصدرية حذف منها الباء

{ سابغات } اى دروعا واسعة تامة طويلة

قال فى القاموس سبغ الشئ سبوغا طال الى الارض والنعمة انسغت ودرع سابغة تامة طويلة انتهى ومنه استعير اسباغ الوضوء او اسباغ النعمة كما فى المفردات وهو عليه السلام اول من اتخذها وكانت قبل ذلك صفائح حديد مضروبة قالوا كان عليه السلام حين ملك على بنى اسرائيل يخرج متنكرا فيسأل الناس ما تقولون فى داود فيثنون عليه فقيض اللّه له ملكا فى صورة آدمى فسأله على عادته فقال نعم الرجل لولا خصلة فيه فسأله عنها فقال لولا انه يأكل ويطعم عياله من بيت المال ولو اكل من عمل يده لتمت فضائله فعند عند سأل ربه ان يسبب له ما يستغنى به عن بيت المال فعلمه تعالى صنعة الدروع فكان يعمل كل يوم درعا ويبيعها باربعة آلاف درهم او بستة آلاف ينفق عليه وعلى عياله الفين ويتصدق بالباقى على فقراء بنى اسرائيل [ درلباب كويد جون وفات فرمود هزار ذره در خزانة او بود ] وفى الحديث ( كان داود لا يأكل الا من كسب يده )

وفى الآية دليل على تعلم اهل الفضل الصنائع فان العمل بها لا ينقص بمرتبتهم بل ذلك زيادة فى فضلهم اذ يحصل لهم التواضع فى انفسهم والاستغناء عن غيرهم وفى الحديث ( ان خيرا ما اكل المرء من عمل يده )

قال الشيخ سعدى قدس سره

بياموز برورده را دست رنج ... وكردست دارى جوقارون كنج

بيايان رسد كيسة سيم وزر ... نكردد تهى كيسة ييشه ور

{ وقدر فى السرد } التقدير بالفارسية [ اندازه كردن ] والسرد فى الاصل خرز ما يخشن ويغلظ كخرز الجلد ثم استعير لنظم الحديد ونسج الدروع كما فى المفردات

وقيل لصانع الدروع سرا وزراد بابدال الزاء من السين وسرد كلامه وصل بعضه ببعض واتى به متتابعا وهو انما يكون مقبولا اذا لم يخل بالفهم والمعنى اقتصد فى نسجها بحيث تناسب حلقها : وبالفارسية [ واندازه نكه دار بافتن آن ( يعنى حلقها مساوى ) درهم افكن تا وضع آن متناسب افتد ] ولا تصرف جميع اوقاتك اليه بل مقدار ما يحصل به القوة

واما الباقى فاصرفه الى العبادة وهو الانسب بما بعده

وفى التأويلات النجمية يشير الى الانة قلبه والسابغات الحكم البالغة التى ظهرت ينابيعها من قلبه على لسانه

{ وقدر فى السرد } الحديث بان تتكلم بالحكمة على قدر عقول الناس

نكته كفتن ييش كثر فهمان زحكمت بيكمان ... جوهرى جند ازجواهر ريختن ييش خرست

{ واعملوا } خطاب لداود واهله لعموم التكليف

{ صالحا } عملا صالحا من الاغراض

{ انى بما تعملون بصير } لا اضيع عمل عامل منكم فاجازيكم عليه وهو تعليل للامر او لوجوب الامتثال به

وفى التأويلات النجمية اشارة بقوله

{ واعملوا صالحا } الى جميع اعضائه الظاهرة والباطنة ان تعمل فى العبودية كل واحدة منها عملا يصلح لها ولذلك خلقت انى بعمل كل واحدة منكن بصير بالبصارة خلقتكن انتهى.

والبصير هو المدرك لكل موجود برؤيته ومن عرف انه البصير راقبه فى الحركات والسكنات حتى لا يراه حيث نهاه او يفقده حيث امره

وخاصة هذا الاسم وجود التوفيق فمن قرأه قبل صلاة الجمعة مائة مرة فتح اللّه بصيرته ووفقه لصالح القول والعمل وان كان الانسان لا يخلو عن الخطأ

يقال كان داود عليه السلام يقول اللهم لا يغفر للخطائين غيره منه وصلابة فى الدين فلما وقع له ما وقع من الزلة كان يقول اللهم اغفر للمذنبين

ويقال لما تاب اللّه عليه اجتمع الانس والجن والطير بمجلسه فلما رفع صوته وادار لسانه فى حنكه على حسب ما كان من عادته تفرقت الطيور وقالت الصوت صوت داود والحال ليست تلك الحال فلكى داود عليه السلام وقال ما هذا يا رب فاوحى اللّه اليه يا داود هذا من وحشة الزلة وكانت تلك من انس الطاعة

قدم نتوان نهاد آنجا كه خواهى ... بفرمان رو بفرمان كن نكاهى

كه هر كاو نه بامر حق قدم زد ... جوشمع ازسر برآمد تيز دم زد

﴿ ١١