١٢

{ ولسليمان الريح } اى وسخرنا له الريح وهى الصبا

{ غذوها } اى جريها وسيرها بالغداة اى من لدن طلوع الشمس الى زوالها وهو وقت انتصاف النهار : وبالفارسية [ بامداد بردن باد اورا ]

{ شهر } مسيرة شهر اى مسير دواب الناس فى شهر

قال الراغب الشهر مدة معروفة مشهورة باهلال الهلال او اعتبار جزء من اثنى عشر جزأ من دوران الشمس من نقطة الى تلك النقطة . والمشاهرة المعاملة بالشهر كما ان المسانهى والمياومة المعاملة بالسنة واليوم

{ ورواحها } اى جريها وسيرها بالعشى اى من انتصاف النهار الى الليل : وبالفارسية [ ورفتن او شبانكاه ]

{ شهر } مسيرة شهر ومسافته يعنى كانت تسير فى يوم واحد مسيرة شهرين للراكب . والجملة اما مستأنفة او حال من الريح

وعن الحسن كان يغدو بدمشق مع جنوده على البساط فيقيل باصطخر وبينهما مسيرة شهر للراكب المسرع واصطخر بوزن فردوس بلدة من بلاد فارس بناها لسليمان صخر الجنى المراد بقوله

{ وقال عفريت من الجن } ثم يروح اى من اصطخر فيكون رواحه بكابل وبينهما مسيرة شهر للراكب المسرع وكابل بضم الباء الموحدة ناحية معروفة من بلاد الهند وكان عليه السلام يتغدى بالرى ويتعشى بالسمرقند والرى من مشاهير ديار الديلم بين قومس والجبال وسمرقند اعظم مدينة بما وراء النهر اى نهر جيحون و يحكى ان بعضهم رأى مكتوبا فى منزل بناحية دجلة كتبه بعض اصحاب سليمان نحن نزلناه وما بنيناه ومبنيا وجدناه غدونا من اصطخر فقلناه ونحن رائحون عنه فبائتون بالشام ان شاء الله

قال فى كشف الاسرار [ كفته اند سفروى از زمين عراق بود تابمرو واز آنجا تاببلخ واز آنجا تادر بلاد ترك شدى وبلاد ترك باز بريدى تاومين جين آنكه سوى راست زجانب مطلع آفتاب بركشتى برساحل دريا تابزمين قندهار واز آنجا تابمكران وكرمان واز آنجا تاباصطخر فارس نزولكاه وى بود يكجند آنجا مقام كردى واز آنجا بامداد برفتى وشبانكاه بشام بودى بمدينة تدمر ومسكن ومستقروى تدمر بود ] وكان سليمان امر الشياطين قبل شخوصه من الشام الى العراق فبنوها له بالصفاح والعمد والرخام الابيض والاصفر وقد وجدت هذه الابيات منقورة فى صخرة بارض الشام انشأها بعض اصحاب سليمان

ونحن ولا حول سوى حول ربنا ... نروح الى الاوطان من ارض تدمر

اذا نحن رحنا كان ريث رواحنا ... مسيرة شهر والغدوّ لآخر

اناس شر واللّه طوعا نفوسهم ... بنصر ابن داود النبى المطهر

متى يركب الريح المطيعة ارسلت ... مبادرة عن شهرها لم تقصر

تظلهمو طير صفوف عليهمو ... متى زفرفت من فوقهم لم تبتر

قال مقاتل كان ملك سليمان ما بين مصر وكابل وقال بعضهم جميع الارض وهو الموافق لما اشتهر من انه ملك الدنيا باسرها اربعة اثنان من اهل الاسلام وهما الاسكندر وسليمان واثنان من اهل الكفر وهما نمرود وبخت نصر [ بعض كبار كفته كه سليمان عليه السلام اسبان نيكويى عيب داشت همجون مرغان بايرجون آن قصة فوت نماز بيفتاد تيغ بركشيد وكردن اسبان مى بريد كفتند كه اكنون بترك اسبان بكفتى ما باد مركب توكرديم ( من كان لله كان اللّه له ) هركه بترك نظر خود بكريد نظر اللّه بدلش بيوند هيج كس نبود كه بترك جيزى نكفت ازبهر خدا كه نه عوضى به ازانش ندادند مصطفى عليه السلام جعفررا رضى اللّه عنه بغزو فرستاد وامارت جيش بوى داد لواى اسلام دردست وى بود كفار حمله آوردند ويك دستش بيند اختند لوا بديكردست كرفت يك زخم ديكر برآوزدند وديكردستش بيندا ختند بعد ازان هفتاد ونه زخم برداشت شهيد ازدنيا بيرون شد اورا بخواب ديدندكه ( ما فعل اللّه بك ) كفت ( عوّضنى اللّه من اليدين جناحين اطير بهما فى الجنة حيث اشاء مع جبريل وميكائيل ) كفتم ( على من ترد السلام يا رسول اللّه ) جواب سلام كحه ميدهى هح كس را نمى بينم كه برتوسلام مكيند كفت ( ان جعفر بن ابى طالب مرمع جبريل وميكائيل ) اى جعفر دست بدادى اينك بزجزاى تو آى سليمان اسبان بدادى اينك اسبان در بر وبحر حمال تو اى محب صادق اكر بحكم رياضت ديده فدا كردى وجشم نثار اينك لطف ماديدة تو وفضل ما سمع تو وكرام ما جراغومشعتو ( فاذا احببته كنت له سمعا يسمع بى وبصرا يبصر بى ويدا يبطش بى ) اول مرد كويند شود بس داننده شود بس رونده شود بس برنده شود اى مسكين ترا هركز آرزوى آن نبودكه روزى مرغ دلت ازقفس ادبار نفس خلاص يابد وبرهواى رضاى حق برواز كند بجلال قدر بارخدا كه جزنواخت ( اتيته هرولة ) استقبال تو نكند ]

جه مانى بهر دارى جو زاغان اندرين بستى ... قفس بشكن جو طاوسان يكى برير برين بالا

قفس قالب است وامانت مرغ جان برا وعشق برواز او ارادت افق او غيب منزل او در دركاه كه مرغ امانت ازين قفس بشريت برافق غيب بروازكند كروبيان عالم قدس دستها بديدة خويش بازنهندتا از برق اين جمال ديدهاى ايشان نسوزد ]

وفى التأويلات النجمية يشير قوله

{ ولسليمان الريح } الى آخره الى القلب وسيره الى عالم الارواح وسرعته فى السير للطافته بالنسبة الى كثافة النفس وابطائها فى السير وذلك لان مركب النفس فى السير البدن وهو كثيف بطيئ السير ومركب القلب فى السير هو الجذبة الالهية وهى من صفات لطفه كما قال عليه السلام ( قلوب العباد بيد اللّه يقلبها كيف يشاء )

وتقليبها الى الحضرة برياح العناية واللطف كما قال عليه السلام ( قلب المؤمن كريشة فى فلاة يقلبها الريح ظهرا لبطن وبطنا لظهر ) وهو حقيقة قوله ولسليمان الريح اى لسليمان القلب سخرنا ريخ العناية ليسير بها وهو ابن داود الروح وبساطه الذى كان مجلسه ويجرى به الريح هو السر ولهذا المعنى قيل ان سليمان فى سيره لاحظ ملكه يوما فمال الريح فقال سليمان للريح فقالت الريح استو انت مادمت مستويا بقلبك كنت مستوية ملت فملت كذلك حال السر والقلب وريح العناية اذا زاغ القلب ازاغ اللّه الريح الخذلان بساط السر فان اللّه تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم انتهى

وفى المثنوى

همجنين تاج سليمان ميل كرد ... روز روشن را بروجون ليل كرد

كفت تاجا كثرمشو برفرق من ... آفتمابا كم مشو از شرق من

راست مى كرد او بدست آن تاج را ... باز كثر مى شد بروتاج اى فتى

هشت بارش راست كرد وكشت كثر ... كفت تاجاجيست آخر كثر مغثر

كفت اكر صدره كنى تو راست من ... كثر روم جون كثرروى اى مؤتمن

بس سليمان اندرون وراست كرد ... دل بر آن شهرت كه بودش كرد سرد

بعد ازان تاجش همان دم راست شد ... آنجنانكه تاج را ميخواست شد

بس ترا هرغم ييش آيد زدرد ... بركسى تهمت منه برخويش كرد

حكى ان رجلا سقاء بمدينة بخارى كان يحمل الماء الى دار صائغ مدى ثلاثين سنة وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة فى نهاية الحسن والبهاء فجاء السقاء على عادته يوما واخذ بيدها وعصرها فلما جاء زوجها من السوق قالت ما فعلت اليوم خلاف رضى اللّه تعالى فقال ما صنعت شيأ فالحت عليه فقال جاءت امرأة الى دكانى وكان عندى سوار فوضعته فى ساعدها فأعجبنى بياضها فعصرتها فقالت اللّه اكبر هذه حكمة خيانة السقاء وتاب وقال يا صاحبة المنزل اجعلينى فى حل فان الشيطان قد اضلنى فقالت امض فان الخطأ لم يكن الا من الشيخ الذى فى الدكان فانه لما غير حاله مع اللّه بمس الاجنبية غير اللّه حاله معه بمس الاجنبى زوجته ومثل ذلك من عدل اللّه تعالى واللّه تعالى غيور اذا رأى عبده فيما نهاه يواخذه بما يناسب حاله وفعله فاذا عرف العبد ان الحال هذا وجب عليه ان يترك الجفاء والاذى ويسلك طريق العدل والانصاف ولا يأخذ سمت الجور والاعتساف والشقاق والخلاف

{ واسلنا له عين القطر } اى اذبنا واجرينا لسليمان عين النحاس المذاب اساله من معدنه كما الان الحديد لداود فنبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك مسى عينا : وبالفارسية [ وجارى كرديم براى سليمان جشمة مس كداخت راتا از معدن بيرون آمدى جون آب روان وزان مس هرجه ميخواست ميساخت وآن در موضعى بود ازيمن بقرب صنعاء ]

قال فى كشف الاسرار لم يعمل بالنحاس قبل ذلك فكل ما فى ايدى الناس ومن النحاس فى الدنيا من تلك العين

يقول الفقير يرد عليه ان فى بعض البلاد معدن النحاس يلتقط جوهره منه اليوم يذاب ويعمل فكيف يكون ما فى ايدى الناس مما اعطى سليمان الا ان يقال ان اصله كان من تلك العين كما ان المياه كلها تخرج من تحت الصخرة فى بيت المقدس على ما ورد فى بعض الآثار

{ ومن الجن من يعمل بين يديه } جملة من مبتدأ وخبر.

يعنى [ از طائفة جن است كسى كه كار كردى ييش سليمان ]

{ باذن ربه } بامره كما ينبئ عنه قوله تعالى

{ ومن يزغ منهم عن امرنا } الزيغ الميل عن الاستقامة اى من يعدل من الجن ويمل عما امرناه به من طاعة سليمان ويعصه

{ نذقه } [ بجشانيم اورا ]

{ من عذاب السعير } اى عذاب النار فى الآخرة روى عن السدى انه كان معه ملك بيده سوط من نار كلما استعصى عليه الجنى ضربه من حيث لا يراه ضربة احرقته بالنار

وفيه اشارة الى تسخير اللّه لسليمان صفات الشيطنة كما قال نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم ( ان اللّه سلطنى على شيطانى فاسلم على يدى فلا يأمرنى الا بخير ) فاذا كانت القوى الباطنة مسخرة كانت الظاهرة الصورية ايضا مسخرة فتذهب الظلمة ويجيئ النور ويزول الكدر ويحصل السرور وهذا هو حال الكمل فى النهايات

﴿ ١٢