|
٢٢ { أفمن شرح اللّه صدره للاسلام } الهمزة للاستفهام الانكارى والفاء للعطف على محذوف ومن شرطية او موصولة وخبرها محذوف دل عليه ما بعده . واصل الشرح بسط اللحم ونحوه يقال شرحت اللحم وشرحته ومنه شرح الصدر بنور الهى وسكينة من جهته تعالى وروح منه كما فى المفردات قال فى الارشاد شرح الصدر للاسلام عبارة عن تكميل الاستعداد له فان الصدر بالفارسية [ سينه ] محل القلب الذى هو منبع للروح التى تتعلق بها النفس القابلة للاسلام فانشراحه مستدع لاتساع القلب واستضاءته بنوره فهذا شرح قبل الاسلام لا بعده والمعنى أكل النساس سواء فمن بالفارسية [ بس هركسى وياآنكس كه ] { شرح اللّه صدره } اى خلقه متسع الصدر مستعدا للاسلام فبقى على الفطرة الاصلية ولم يتغير بالعوارض المكتسبة القادمة فيها { فهو } بموجب ذلك مستقر { على نور } عظيم { من ربه } وهو اللطف الالهى الفائض عليه عند مشاهدة الآيات التكوينية والتنزيلية والتوفيق للاهتداء بها الى الحق كمن قسا قلبه وحرج صدره بسبب تبديل فطرة اللّه بسوء اختياره واستولت عليه ظلمات الغى والضلالة فاعرض عن تلك الآيات بالكلية حتى لا يتذكر بها ولا يغتنمها كقوله تعالى { ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا } يعنى ليس من هو على نور كمن هو على ظلمة فلا يستويان كما لا يستوى النور والظلمة والعلم والجهل واعلم انه لا نور ولا سعادة لمسلم الا بالعلم والمعرفة ولكل واحد من المؤمنين معرفة تختص به وانما تتفاوت درجاتهم بحسب تفاوت معارفهم والايمان والمعارف انوار فمنهم من يضيىء نوره جميع الجهات ومنهم من لا يضيىء نوره الا موضع قدميه فايمان آحاد العوام نوره كنور الشمع وبعضهم نوره كنور السراج وايمان الصديقين نوره كنور القمر والنجوم على تفاوتها واما الانبياء فنور ايمانهم كنور الشمس وازيد فكما ينكشف فى نورها كل الآفاق مع اتساعها ولا ينكشف فى نور الشمع الا زاوية ضيقة من البيت كذلك يتفاوت انشراح الصدور بالمعارف وانكشاف سعة الملكوت لقلوب المؤمنين ولهذا جاء فى الحديث ( انه يقال يوم القيامة اخرجوا من النار من فى قلبه مثقال من الايمان ونصف مثقال وربع مثقال وشعيرة وذرة ) ففيه تنبيه على تفاوت درجات الايمان وبقدره تظهر الانوار يوم القيامة فى المواقف خصوصا عند المرور على الصراط { فويل } [ بس شدت عذاب ] { للقاسية قلوبهم من ذكر اللّه } القسوة غلظ القلب واصله من حرج قاس والمقاساة معالجة ذلك ومن اجلية وسببية كما فى قوله تعالى { مما خطيآتهم اغرقوا } والمعنى من اجل ذكره الذى حقه ان تنشرح له الصدور وتطمئن به القلوب اى اذا ذكر اللّه تعالى عندهم وآياته اشمأزوا من اجله وازدادت قلوبهم قساوة كقوله تعالى { فزادتهم رجسا } وقرىء عن ذكر اللّه اى فويل للذين غلظت قلوبهم عن قبول ذكر الله وعن مالك بن دينار رحمه اللّه ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة قلبه وما غضب اللّه على قوم الا نزع منهم الرحمة وقال اللّه تعالى لموسى عليه السلام فى مناجاته يا موسى لا تطل فى الدنيا املك فيقسو قلبك والقلب القاسى منى بعيد وكن خلق الثياب جديد القلب تخف على اهل الارض وتعرف فى اهل السماء وفى الحديث ( تورث القسوة فى القلب ثلاث خصال حب الطعام وحب النوم وحب الراحة ) وفى كشف الاسرار [ بدانكه اين قسوة دل از بسيارى معصيت خيزد عائشة صديقه رضى اللّه عنها كويد اول بدعتى كه بعد از رسول خدا درميان خلق بديد آمد سيرى بود . ذون مصرى رحمه اللّه كويد هركز سيرنخوردم كه نه معصيتى كردم . شبلى رحمه اللّه كفت يهج وقت كرسنه نه نشستم كه در دل خود حكمتى وعبرتى تازه يافتم ] وفى الحديث ( افضلكم عند اللّه اطولكم جوعا وتفكرا وابغضكم الى اللّه كل اكول شروب نؤوم كلوا واشربوا فى انصاف البطون فانه جزؤ من النبوة ) قال الشيخ سعدى باندازه خور زاد اكر آدمى ... جنين برشكم آدمى يا خمى درون جاى قوتست وذكر نفس ... تو بندارى از بهرنانست وبس ندارند تن بروران آكهى ... كه برمعده باشد زحكمت تهى { اولئك } البعداء الموصوفون بما ذكر من قساوة القلب : وبالفارسية [ آن كروه غافلان وسنكدلان ] { فى ضلال } بعيد عن الحق { مبين } ظاهر كونه ضلالا للناظر بادنى نظر : يعنى [ ضلالت ايشان برهركه اندك فهمى دارد ظاهراست ] واعلم ان الآية عامة فيمن شرح صدره للاسلام بخلق الايمان فيه وقيل نزلت فى حمزة بن عبد المطلب وعلى بن ابى طالب رضى اللّه عنهما وابى لهب وولده . فحمزة وعلى ممن شرح اللّه صدره للاسلام . وابو لهب وولده من الذين قست قلوبهم فالرحمة للمشروح صدره والغضب للقاسى قلبه روى فى الخبر انه لما نزلت هذه الآية قالوا كيف ذلك يا رسول اللّه يعنى ما معنى شرح الصدر قال ( اذا دخل النور القلب انشرح وانفسح ) فقيل ما علامة ذلك قال ( الانابة الى دار الخلود ) يعنى التوجه للآخرة ( والتجافى عن دار الغرور ) [ يعنى برهيز كردن از دنيا ] ( والتأهب للموت قبل نزوله ) [ وعزيزى درين معنا فرموده است ] نشان آندلى كز فيض ايمانست نورانى ... توجه باشد اول سوى دار الملك روحانى زدنيا روى كردانيدن وفكراجل كردن ... كه جون مرك اندر آيدخوش توان مردن بآسانى وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الايمان نور ينوّر اللّه به مصباح قلوب عباده المؤمنين والاسلام ضوء نور الايمان تستضيء به مشكاة صدورهم ففى الحقيقة من شرح اللّه صدره بضوء نور الاسلام فهو على نور من نظر عناية ربه. ومن امارات ذلك النور محو آثار ظلمات الصفات الذميمة النفسانية من حب الدنيا وزينتها وشهواتها واثبات حب الآخرة والاعمال الصالحة والتحلية بالاخلاق الكريمة الحميدة قال تعالى { يمحو اللّه ما يشاء ويثبت } ومن اماراته ان تلين قلوبهم لذكر اللّه فتزداد اشواقهم الى لقاء اللّه تعالى وجواره فيسأمون من محن الدنيا وحمل اثقال اوصاف البهيمية والسبعية والشيطانية فيفرون الى اللّه ويتنورون بانوار صفاته منها نور اللوائح بنور العلم ثم نور اللوامع ببيان الفهم ثم نور المحاضة بزوائد اليقين ثم نور المكاشفة بتجلى الصفات ثم نور المشاهدة بظهور الذات ثم انوار جلال الصمدية بحقائق التوحيد فعند ذلك لا وجد ولا وجود ولا قصد ولا مقصود ولا قرب ولا بعد ولا وصال ولا هجران ان كل شىء هالك الا وجهه كلا بل هو اللّه الواحد القهار جامىمكن انديشه زنزديكى ودورى ... لاقرب ولابعد ولاوصل ولا بين قال الواسطى نور الشرح منحة عظيمة لا يحتمله احد الا المؤيدون بالعناية والرعياة فان العناية تصون الجوارح والاشباح والرعاية تصون الحقائق والارواح وفى كشف الاسرار [ بدان كه دل آدمىرا جهار برده است . برده اول صدراست مستقر عهد اسلام كقوله تعالى { أفمن شرح اللّه صدره للاسلام } . برده دوم قلب است محل نورايمان كقوله تعالى { اولئك كتب فى قلوبهم الايمان } برده سوم فؤادست سرابرده مشاهده حق كقوله تعالى { ما كذب الفؤاد ما رأى } برده جهارم شفافست مجط رحل عشق كقوله تعالى { قد شغفها حبا } رب العالمين جون خواهدكه رميده را بكمند لطف درراه دين خويش كشد اول نظرى كند بصد روى تاسينه وى از هوى وبدعتها باك كردد وقدم وى برجاده سننت مستقيم شود بس نظر كند بقلب وى تا ازآلايش دنيا واخلاق نكوهيده جون عجب وحسد وكبر وريا وحرص وعداوت ورعونت باك كردد ودر راه ورع روان شود بس نظرى كند بفؤاد وى واورا ازآب وكل بازبرد قدم در كوى فنا نهد ونور برسه قسم است يكى برزبان ويكى دردل ويكى درتن . نور زبان يجنت رساند لقوله تعالى { فاثابهم اللّه بما قالوا جنات } نورتن بفردوس رساند لقوله { ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا } نوردل بلقاى دوست رساند ] لقوله { وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة } وفى الحديث ( ان لاهل النعم اعداء فاحذروهم ) قال بعضهم واجل النعم على العبد نعمة الاسلام وعدوها ابليس فاحفظ هذه النعمة وسائر النعم واحذر من النسيان والقسوة والكفران قال الحسين النورى رحمه اللّه قسوة القلب بالنعم اشد من قسوته بالشدة فانه بالنعمة يسكن وبالشدة يذكر وقال من همّ بشىء مما اباحه العلم تلذذا عوقب بتضييع العمر وقسوة القلب فليبك على نفسه من صرف عمره وضيع وقته ولم يدرك مراتب المنشر حين صدروهم وبقى مع القاسين قلوبهم نسألك اللهم الحفظ والعصمة |
﴿ ٢٢ ﴾