|
١٠ { وما اختلفتم فيه من شىء } حكاية لقول رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم للمؤمنين لقوله بعده ذلكم اللّه ربى الخ اى ما خالفكم الكفار فيه من امور الدين فاختلفتم انتم وهم { فحكمه } راجع { الى اللّه } وهو اثابة المحقين وعقاب المبطلين يوم الفصل والجزآء فعلى هذا لا يجوز ان يحمل على الاختلاف بين المجتهدين لأن الاجتهاد بحضرته عليه السلام لا يجوز وفى لتأيلات النجمية يشير الى اختلاف العلماء فى شىء من الشرعيات والمعارف الالهية فالحكم فى ذلك الى كتاب اللّه وسنة نبيه عليه السلام واجماع الامة وشواهد القياس او الى اهل الذكر كما قال تعالى فسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ولا يرجعون الى العقول المشوبة باقة الوهم والخيال فان فيها للنفس والشيطان مدخلا بالقاء الشبهات وادنى الشبهة فى التوحيد كفر وقد زلت اقدام جميع اهل الاهوآء والبدع والفلاسفة عن الصراط المستقيم والدين القويم بهذه المزلة { ذلكم } الحاكم العظيم الشان وهو مبتدأ { اللّه } خبر { ربى } ومالكى لقب لله { عليه } خاصة لا على غيره { توكلت } فى كل امورى التى من جملتها رد كيد أعداء الدين { واليه } لا الى أحد سواه { انيب } ارجع فى كل ما يعن لى من معضلات الامور التى منها كفاية شرهم والنصر عليهم وحيث كان التوكل امرا واحدا مستمرا والانابة متعددة متجددة حسب تجدد موادها اوثر فى الاول صيغة الماضى وفى الثانى صيغة المضارع وفيه اشارة الى أنه اذا اشتغلت قلوبكم بحديث نفوسكم لا تدرون أبالسعادة جرى حكمكم ام بالشقاوة مضى اسمكم فكلوا الامر فيه الى اللّه واشتغلوا فى الوقت بامر اللّه دون التفكر فيما ليس لعقولكم سبيل الى معرفته وعلمه من عواقبكم |
﴿ ١٠ ﴾